كلام ديوسقوريدس، فإن ترجمة عباراته أنه متى أزهر يحمل حربا صغيرة تشبه أكياسا صغيرة يكون فيها بقلة ترتفع فوق الغطاء على صوزة تفاحة الماء، وقال أيضا: السويق هو دقيق الشعير يطحن بعد أن يحمص على النار، انتهى.
ولنورد لك ترجمة القلقاس التى ذكرها ديوسقوريدس كما وجدناه فى كتاب دساسى، فنقول: قال ديوسقوريدس: ما معناه قيامس القبطى، ومن الناس من ينسبه إلى نيطس فيسميه نيطيوقوس، ينبت كثيرا بمصر، وقد ينبت أيضا بالبلاد التي يقال لها آسية والتى يقال لها قيليقيا، ويوجد فى المياه القائمة، وله ورق كبير مثل فاطاسون، وله ساق طوله ذراع فى غلظ أصبع وزهر لونه بلون الورد الأحمر، وهو فى عظمه ضعف زهر الخشخاش، وإذا ورد عقد شيئا شبيها بالحراب وفيها باقلا صغار، ويعلو موضعه على الموضع الذى فيه حب كأنه تفاحة الماء، ويقال له قيبوديون وقيبوليون، وهو الموضوع فى كتل الطين، لأن الذين يريدون زراعته يصيرونه فى كتل من الطين ويلقونه فى الماء، وله أصل أغلظ من أصل القصب، يؤكل مطبوخا ونيئا يقال له القلقاس، وقد يؤكل هذا الباقلا طريا وإذا جف اسود، وهو أصغر من الباقلا اليونانى، وقوته قابضة جيدة للمعدة، ودقيقة إذا شرب مثل السويق أو عمل منه حسو وافق من به إسهال مزمن وقرحة الأمعاء، وقشره أقوى فعلا إذا طبخ بالشراب المسمى أونومالى وسقى منه مقدار ثلاث قواتوسات، والشئ الأخضر الذى فى وسطه الذى طعمه مر إذا سحق وخلط بدهن ورد وقطر فى الأذن كان صالحا لوجعها.
وقد ترجم أبو الفرج علىّ بن رضوان المذكور فى عبارة البغدادى، وذكر له القازرى جملة مؤلفات، وقال ابن أبى أصيبعة إنه أبو الحسن على بن رضوان، ولد فى الجيزة من بلاد مصر، وفى سنة أربعمائة وسبع وأربعين هجرية كان متقدما فى السن، وقد حصل له خلل فى عقله بسبب سرقة متاعه في ذلك الوقت، وكان من أجل الأطباء، وكان رأيه يخالف رأى معاصريه والسابقين