وفى قبليها وابور لحلج القطن لبعض الأورباويين، وعندها جنينة نضرة فيها كثير من الرياحين كانت معدّة للنزهة زمن العزيز محمد على باشا، وجنينة أخرى ذات فواكه كثيرة.
وأكثر أهلها مسلمون، وأطيانها الخراجية ألف وثمانمائة فدان وستة وخمسون فدانا، والعشورية ثلاثمائة فدان وعشرة أفدنة، وجميعها تروى من النيل، وفيها تل متسع هو أصل المدينة القديمة، فى جهة منه محل يعرف بالربوة مسطحه نحو أربعة آلاف وتسعمائة متر، غير مسطح باقى التل، وبه آثار من الأبنية القديمة تظهر بالحفر لنحو أخذ السباخ، مبنية بالآجر واللبن طول اللبنة نصف متر، وسمكها ثلاثون سنتيمتر، ويقال: إنه وجد فى تلولها بالحفر فى سنة ست وثمانين من هذا القرن ثعابين من الذهب الأحمر، ونقود كبيرة يبلغ حجم دائرتها سبعة سنتيمترات، وعليها اسم بعض ملوكها باللغة القديمة المصرية.
وهى إحدى البلاد التى كانت فى سنة تسع وتسعين وألف هجرية، فى التزام أغات خزندار السلطان محمد العثمانى، وكان الحاكم بمصر إذ ذاك حسن باشا السلحدار، ومثلها ناحية (أم دينار) وتوابعها بولاية الجيزة، والمنصورية وتوابعها بالجيزة أيضا، وناحية (نكلى) وتوابعها بالولاية المذكورة، وأشمون جريس بالمنوفية وغير ذلك.
وقد غضب حسن باشا على أغات خزندار السلطان، فأمر ببيع أملاكه، فبيعت بأبخس الأثمان حتى أن ناحية صا الحجر، وأشمون جريس، بيعتا بمائتين وسبعين كيسا، وقد بسطنا الكلام على ذلك عند ذكر ناحية (بوش) نقلا عن كتاب (نزهة الناظرين).
ثم إن أكثر المؤرخين أو جميعهم، قد تكلم على هذه المدينة ومشتملاتها، وعلى معنى كلمة (صا)، وكلمة (صان)، و (سائس)، واعتنوا بها اعتناء كبيرا، قال «هيرودوط»: إن كلمة سائس من اللغة القبطية القديمة،