للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وزعم «بوزنياس»: أن معنى سائس عند اليونان: منيروا، وردّ عليه بعض شارحى «هيرودوط» بأن منيروا: اسم للمقدسة (نيف) عند المصريين، وسائس اسم مدينتها، وظن بعض المؤرخين أن لفظ (سائس) محرف من اسم الزيتون العبرانى، وهو (سايث) بثاء مثلثة فى آخره، زعم أن هذا الصنف كان يزرع بها كثيرا، وأن أهلها كانوا يكثرون من عمل الأعياد والمواسم للمقدسين بسبب جودة محصول هذا الصنف وبركته، وليس الأمر كما زعم، فإن شجرة الزيتون قليلة فى أغلب أرض مصر من قديم، وإنما كثرته فى أرض الفيوم والإسكندرية، ولكن زيتون الإسكندرية لا زيت له، وزيتون الفيوم ذو رائحة قوية شديدة، وزعم الأثينيون أن شجرة الزيتون من نفحات (منيروا)، والمصريون يجعلونه من نفحات المقدس (هرمس)، وهو الذى أوجده فى هذه البلاد.

انتهى.

وجعل (ابن حوقل) مدينة/ (صا) على الشاطئ الشرقى من فرع رشيد فى تكلمه عليه، وقال: إنها محل إقامة الحاكم، وفيها جامع من أعظم الجوامع، وعدة كنائس وأسواق وحمام متين على عين تسمى عين موسى، وذكر (المقريزى) أن خط (صا) فيه ثلاث وسبعون بلدة غير الكفور، وذكرها (الإدريسى) في مؤلفاته وجعلها على الشاطئ الشرقى من فرع رشيد، كما قاله (ابن حوقل)، وموضعها على ما قاله (استرابون): فى داخل الأرض على [بعد] ثلاثة فراسخ من النيل، وفى بعض عباراته أنها بعيدة عن النيل بقدر شينين، قال: والشين عبارة عن ستين استادة أو ستة آلاف متر (١).

ونقل عن (أرتيميدور) أن الشين المستعمل فى قياس الأبعاد للملاحة فوق النيل، كان يختلف بحسب الجهات، ففى بعضها كان يقدر بأربعين غلوة، وفى بعضها بأكثر، فكان مقداره [من] (٢) منفيس إلى طيبة مائة وعشرين غلوة،


(١) الاستادة تساوى مائة متر.
(٢) زيادة من عندنا لربط المعنى.