ومن طيبة إلى أسوان ستين غلوة، وجعل (ارتيميدور) المسافة بين الاسكندرية ورأس الدلتا على النيل ثمانية وعشرين شينا، يعنى: ثمانمائة وأربعين غلوة باعتبار أن الشين ثلاثون غلوة، ثم قال: إن من بيلوز (الطينة) إلى الدلتا خمسة وعشرين شينا، أى سبعمائة وخمسين غلوة، وقال بعض شارحى (استرابون): إن أقصر طريق الملاحة من رأس الدلتا إلى الاسكندرية بالسير على النيل والخلجان، مع المرور بدمنهور، طولها مائتان وأحد وأربعون ألف متر ومائة متر، عبارة عن مائة وثلاثين دقيقة وإحدى عشرة ثانية من مقياس العروض، وبتحويل هذا المقدار إلى غلوات، باعتبار أن كل درجة خمسمائة غلوة، وهو أكبر ما قدره الأقدمون للدرجة، يبلغ المقدار السابق ألفا وخمسا وثمانين غلوة، وهو أكبر من الثمانمائة وأربعين غلوة السابقة بأكثر من الربع، وكذا المسافة من الطينة إلى الدلتا، فإنا لو اتبعنا بحر الطينة مع المرور على فاقوس، وبوباسط، والتونة، وشبين القناطر، إلى بيسوس، نجد البعد مائتى ألف وستة آلاف وخمسمائة متر، وهذا يقابل مائة وإحدى عشرة دقيقة وثلاثين ثانية، وهو عبارة عن تسعمائة وتسع وعشرين غلوة لا سبعمائة وخمسين كما تقدم، وعلى هذا فالظاهر أن هذه الأعداد لا تخلو عن غلط فى النقل أو غيره، فلو قدرت الشين بستين غلوة لا ثلاثين لصحت تلك الأعداد ووافقت الصواب.
انتهى.
وذكر (مرييت) فى تاريخه أن من هذه المدينة فراعنة الثلاث عائلات:
الرابعة والعشرين، والسادسة والعشرين، والثامنة والعشرين، ومدة الأولى ست سنين، والثانية مائة وثمان وثمانون سنة، والثالثة سبع سنين، وفى آخر مدة العائلة الرابعة والعشرين، استولى (سبقون) الحبشى على مصر وأحرق الملك (باكوريس) بالنار، وأقام بها خمسين سنة وذلك قبل المسيح بسبعمائة وخمس وعشرين سنة، ثم طرده عنها فراعنة العائلة السادسة والعشرين، ثم دخلت الفرس وتغلبت على الديار المصرية فى زمن آخر فراعنة هذه العائلة وهو