للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(بسماتيكوس) الثالث، الذى قتله «جمشيد» ملك الفرس، وأقام الفرس بها مائة وإحدى وعشرين سنة قبل المسيح بخمسمائة وسبع وعشرين سنة، ويؤخذ من كلام بعض المؤرخين، أن الأمير (أميرتيه) الذى جلا الفرس عن ديار مصر، كان من هذه المدينة، وكان ذا رأى وتدبير.

وفى خطط الفرنساوية أن خراب مدينة صا الحجر القديمة بقرب القرية الجديدة المسماه باسمها، وأن صا كانت من أعظم مدن الوجه البحرى، وبالحفر فى تلولها وجدت آثار تدل على أنهم كانوا يجعلون قبورهم طبقات بعضها فوق بعض، وقال (استرابون) بعد أن تكلم عليها: إن الذى كان مقدسا فى هذه المدينة هو (منروا) وله فيها معبد به قبر (بسماتيكوس)، وقال هيرودوط: إن الفرعون (إبرييس) بنى بها سراى جليلة القدر، ومعبدها يفوق جميع معابد مصر، وكان به قبر (أوزريس)، وقد زخرف هذا القبر فرعون زيادة على زخرفته الأصلية، وبنى به إيوانا يفوق كل إيوان بمصر فى الإتساع والزينة، ووضع به تماثيل كبيرة جدا منها ما ارتفاعه اثنان وسبعون ذراعا مثل الذى وضعه فى مدينة منفيس أمام معبد (ولكان)، ولم يقتصر على ذلك بل عمّر المعبد جميعه، وأحضر له الحجارة الكبيرة من محاجر منفيس وأسوان، ونصب أمامه مسلات شاهقة، وجعل بقربها فسقية ماء مستديرة الشكل مكسوة بالحجر، فكان القسيسون يجتمعون عليها ليلا ويتظاهرون بأسرار هذا المقدس، فيجعلون ذلك ميدانا يظهر فيه كل منهم ما عنده من الأسرار والخوارق، وكانت الزينة في داخل المعبد وخارجه سواء، فكانت الأعمدة محيطة بدائر الحوش كهيئة النخل، وعلى شمال الداخل كذلك، وفى جنب سور الجهة التى بها المقدس (منروا) كان قبر (إبرييس) وقبور غيره من أهل هذه المدينة أو من خطها.

وفى أيام هيرودوط كان قبر (أمزيس) يرى بعيدا عن قبر (إبرييس)، قال:

«وقد رأيت فى السراى الملوكية تمثال بقرة كبيرة جاثية على ركبتيها، وهى