مكسوة بالحرير مدهبة الرأس والرقبة، وبين قرنيها تمثال شمس من ذهب، وكل يوم تبخر بأنواع البخور/، ويوقد أمامها كل ليلة قنديل، وبقربها أودة فيها تماثيل عشرين امرأة من الخشب عرايا، يزعم الكهنه أنها تماثيل جوارى الملك (مسيرينوس)، وأنه كان قد عشق بنته فامتنعت منه وقتلت نفسها صلبا فجعلها أبوها فى هذا التمثال، وقطعت أمها أيدى الجوارى اللاتى سلمنها لأبيها، ولذا ترى تماثيلهن بغير أيد».
قال:«وأظن أن هذا كلام خرافة، وإنما سقطت الأيدى من تلك التماثيل لطول الزمن، وكانوا كل سنة يخرجون تلك البقرة من محلها، وذلك فى وقت إكثار المصريين من العويل وضربهم على صدورهم حزنا على مقدسهم الذى لا أسميه، فيكشفونها للشمس فى ذلك اليوم لأنها تمنت من أبيها ذلك عند موتها».
وزعم بعض شارحى هيرودوط: أن ذلك المقدس الذى لا يسميه هو:
«أزريس» إذ كانوا يشهرون فى عيده أربعة أيام عجلا مذهبا مكسوا من الكتان الرقيق الأسود.
قال: وإنما كان أسود لحزنهم على المقدسة «ازيس». انتهى.
وأعجب ما كانت تحتوى عليه هذه المدينة، معبد كان عبارة عن حجر واحد كان قد أحضره الفرعون (امزيس) من جزيرة أسوان، ووضعه بهذه المدينة واستعمل فى نقله ألفى ملاح من المراكبية، نقلوه فى ثلاث سنين، وكان طوله من الخارج أحدا وعشرين ذراعا، وعرضه أربعة عشر ذراعا فى سمك ثمانية أذرع، وطوله من الداخل ثمانية عشر ذراعا وعشرون إصبعا، وعرضه اثنى عشر ذراعا فى سمك خمسة أذرع، باعتبار أن الذراع هو الذراع الذى وجد فى مقياس جزيرة أسوان، يكون طول خارجه أحد عشر مترا وستة أجزاء من مائة من المتر، وعرضه ثمانية وثلاثين جزءا من مائة من المتر، وسمكه أربعة أمتار واثنين