للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكتب جوابه بعد البسملة: ﴿قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ﴾ (١)، حصل الوقوف على ألفاظكم الكفرية ونزغاتكم الشيطانية، وكتابكم يخبرنا عن الحضرة الجنابية وسيرة الكفرة الملوكية، وأنكم مخلوقون من سخط الله ومسلطون على من حل عليه غضب الله، وأنكم لا ترقون لشاك ولا ترحمون عبرة باك، وقد نزع الله الرحمة من قلوبكم فذلك أكبر عيوبكم، وهذه من صفات الشياطين لا من صفات السلاطين، وتكفيكم هذه الشهادة الكافية وبما وصفتم به أنفسكم ناهية، ﴿قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ﴾ (٢)، ففى كل كتاب لعنتم وعلى لسان كل مرسل نعتم، وبكل قبيح وصفتم وعندنا خبركم من حين خرجتم أنكم كفرة، ألا لعنة الله على الكافرين، من يتمسك بالأصول فلا يبالى بالفروع، نحن المؤمنون حقا لا يدخل علينا عيب ولا يضرنا ريب، القرآن علينا نزل وهو سبحانه بنا رحيم لم يزل، فتحققنا نزوله وعلمنا ببركته تأويله، فالنار لكم خلقت ولجلودكم أضرمت، إذا السماء انفطرت، ومن أعجب العجب تهديد الرتوت بالتوت، والسباع بالضباع، والكماة بالكراع، نحن خيولنا برقية وسهامنا عربية، وسيوفنا يمانية وليوثنا مضرية، والقنا شديدة المضارب وصفتنا مذكورة فى المشارق والمغارب، إن قتلناكم فنعم البضاعة وإن قتل منا أحد فبينه وبين الجنة ساعة، ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (٣).


(١) سورة آل عمران آية ٢٦.
(٢) سورة الكافرون الأيات ١ - ٦.
(٣) سورة آل عمران آيه ١٦٩ - ١٧١.