النوبة فيما قرر عليه كل سنة ثلاثة أفيال ومثلها زرافات وخمسا من إناث النمورة.
وفى سنة خمس وثمانين وستمائة، حضر رسول صاحب بلاد الأبواب الواقعة خلف بلاد النوبة ومعه هدية إلى السلطان (قلاوون) فيها خمسة أفيال وزرافة. وفى سنة إحدى واربعين وسبعمائة أرسل سلطان مصر إلى صاحب (ماردين) هدية فيها فيل وزرافة وأربع من إناث النمورة، وذكر (ابن خلدون) أن الزرافة كانت من ضمن هدية مرسلة من طرف صاحب المغرب إلى ملك مالى، وذكر (المقريزى) أنه فى سنة خمس وسبعين وسبعمائة جاءت هدية من طرف صاحب دهلك إلى سلطان مصر، فيها فيل وزرافة وعدد كثير من الرقيق ذكورا وإناثا.
وفى سنة ست وثمانمائة أرسل ملك مصر إلى (تيمورلنج) هدية فيها زرافة، وقد شاهدها أحد السياحين الأندلسيين فى الطريق، وقال: إن جسمها قدر جسم الحصان، ومن ظلف يدها إلى أعلى كتفها ستة عشر بلم (قبضة)، ومثل ذلك من ابتداء الأضلاع إلى آخر الرأس، وإذا مدت رقبتها وصلت إلى أعلى الشجرة، ولقصر رجليها جدا ترى كأنها قاعدة على مؤخرها، ومؤخرها كمؤخر الجاموس ذات بطن أبيض وجسم بلون الذهب مع تخطيط بالبياض، ورأسها يشبه رأس الإبل، وطاقات أنفها فى أسفل الوجه، ذات عينين مدورتين واسعتين، وأذنين كأذن الحصان بقربهما قرنان صغيران مدوران يعلوهما الوبر.
وذكر (المقريزى) أن الخليفة العزيز كان يمشى فى موكبه سنة ثمانين وثلثمائة أفيال وزرافات، وكان يصنع له أوعية على صورة الأفيال والزرافات.