قال: إنه فى سنة مائة هجرية أراد (عمر بن عبد العزيز) إرسال (يزيد بن المهلب) لنفيه فيها.
وفى كتاب السلوك أيضا: أنه فى سنة اثنتين وستين/وستمائة، ورد الخبر بأن ملك جزيرة دهلك وملك جزيرة (سواكن)، يستوليان على تركات من مات من التجار، فأرسل إليهما السلطان يهددهما على هذه الفعال، وفى سنة أربع وستين وستمائة، ورد من حاكم مدينة قوص خطاب بأنه وصل إلى عيذاب، وأنه يريد التوجه منها إلى (سواكن)، فلما وصلها تبين له أن ملكها قد فر هاربا فرجع بالعساكر إلى مدينة قوص، بعد أن مهد الأمور بناحية سواكن وترك فيها عساكر للمحافظة، وفى سنة ثمانين وستمائة حصل فى صحراء عيذاب بين عرب (رفاعة) وعرب (جهينة) قتال مات بسببه من الفريقين خلق كثير، فكتب السلطان إلى الشريف «علم الدين» أمير سواكن بالتوسط بين الفريقين بدون أن يميل مع أحد منهم، لأنه يخاف من طول الحرب انقطاع الطرق.
وفى سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وصل إلى القاهرة رسل من طرف ملك (دهلك) ومعهم هدية للسلطان، فيها عدة أفيال وزرافات، وجملة من العبيد والأشياء النفيسة.
قلت: وكان اشتمال الهدايا على الزرافات من عوائد ملوك المشرق. قال (كترمير) نقلا عن كتاب السلوك ما معناه: كثيرا ما يوجد هذا الحيوان فى هدايا ملوك المشرق، ففى سيرة الملك (الظاهر بيبرس البندقدارى)، أن الزرافة كانت من ضمن ما أهداه إلى ملك الألمانيا فى سنة ست وستين وستمائة، وفى السنة التالية لها أرسل عدة زرافات إلى (بركة خان) ملك كبجك، ولما عقد الصلح بين السلطان بيبرس وملك النوبة سنة أربع وسبعين، قرر على ملك