واستخراجه بكسر الحجر الذى هو/فيه، وبعد استخراجه يوضع فى زيت حار، ثم يخرج ويلف فى قطنة ومن فوقها يلف فى قطعة قماش، وأحسن أصنافه وأندرها، الصنف المسمى ذبابى، وأخبرنى (عبد الرحمن النائب) أنه فى مدة نيابته لم يعثر على شئ منه، وعدد الشغالة فيه غير محصور، بل يزيد وينقص حسب رغبة الحكومة، وعند انصرافهم من الشغل آخر النهار يفتشون على الدقة، ومع ذلك فلا يخلون من إخفائه والذهاب به إلى منازلهم، وذكر (المقريزى) أن العمل لم ينقطع إلا فى سنة ستين وسبعمائة هجرية، فى وزارة (عبد الله بن زنبور) وزير السلطان (حسن بن محمد بن قلاوون)، وقال (شمس الدين بن أبى السرور): إن الوزير (إبراهيم باشا) والى مصر فى القرن العاشر من الهجرة بعد أن طاف الأقاليم القبلية ذهب إلى آبار الزمرد، واستخرج منها مقدارا عظيما، وقال (المسعودى): إن المستخرج من الزمرد على أربعة أصناف:
أحسنها وأغلاها الصنف المسمى (مار)، وهو كثير الخضرة فى لون السلق الصافى الذى ليس كابيا.
والثانى البحرى ويسمى بهذا الاسم لرغبة ملوك الولايات المقيمة على البحر فيه، مثل ملوك السند والهند والزنج والصين، فإنهم يرغبون فيه لتحلية التيجان به والخواتم والأساور، وهو قريب من الأول فى القيمة واللون واللمعان، واخضراره يشبه اخضرار الورق الذى يكون فى أول عيدان الآس وفى آخرها.