للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثالث يسمى المغربى لرغبة ملوك المغرب فيه مثل ملوك الإفرنج واللومبرد والاسبانوليين والروس وغيرهم، ويتغالون فى قيمته كتغالى ملوك الهند والسند ونحوهم فيما قبله.

والرابع يسمى الأصم وهو أقل قيمة وجودة مما قبله بسبب أن خضرته ليست قوية ولمعانه كذلك وهو متفاوت تبعا للونه.

وبالجملة فكلما كان شديد اللمعان صافى الخضرة خاليا من السواد والصفرة، مجردا عن العروق، فهو المرغوب من كل نوع.

وزنة ما يستخرج من قطع الزمرد تختلف من خمسة مثاقيل إلى قدر العدسة ويستعمل فى الحلى، واتفق أهل فنه جميعا والجوهرية أن الثعبان إذا نظر إلى الزمرد فقئت عيناه، وإن ابتلع منه الملسوع قدر دانقين أمن ضرر السم، فلذا لا يوجد فى ضواحى أرض الزمرد شئ من الهوام مطلقا، وهو حجر طرى ينكسر ويتفتت بالماس، وملوك الأروام وأهل الروم يرغبون فيه كثيرا زيادة عن سائر الأحجار لاجل خواصه الغريبة، وخفة ثقله عن سائر الأحجار، وأغلبه يوجد فى عروق تحت الأرض، فمتى وجدوا عرقا طويلا مستقيما مع الاستدارة بلا خروق فيه، جدّوا فيه برغبة وهمة، وأقله جودة ما يوجد فى التراب والطين، وصنفا المغربى والأصم، يوجدان أحيانا فوق سطح الأرض فى الأودية والجبال المجاورة للمعدن، ويجلب من بعض ولايات الهند زمرد يشبه زمرد هذه الصحراء فى اللمعان واللون لكنه صلب وأكثر ثقلا، وتحتاج معرفة الفرق بينه وبين الأصناف السابقة إلى كثرة التجارب والممارسة، والجوهرية يسمونه زمرد مكة بسبب أنه يجلب إليها، فيجلب من الهند إلى عدن وسائر مدن اليمن.

وذكر مؤرخو العرب زمردات مشهورة بالجودة والكبر، فقال (المقريزى) فى كتاب السلوك: لما ضبط الأمير (نشكو) وجد عنده زمردتان فى غاية الجودة