للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأبو جرج هذا هو جرجس، وكان ممن عذبه الملك دقلطيانوس ليرجع إلى (١) دين النصرانية، ونوّع له العقوبات من الضرب والتحريق بالنار، فلم يرجع فضرب عنقه بالسيف فى ثالث تشرين وسابع بابه، وذكر أيضا أنه كان فى جبل المقطم شرقى طرا، دير بنى فى أيام الملك أرقديوس فال، قال علماء الأخبار من النصارى: إن أرقديوس ملك الروم طلب أرسانيوس ليعلم ولده، فظنّ أنه يقتله ففر إلى مصر وترهب، فبعث إليه أمانا وأعلمه أن الطلب من أجل تعليم ولده، فاستعفى وتحوّل إلى الجبل المقطم شرقى طرا، وأقام فى مغارة ثلاث سنين ومات فبعث إليه أرقديوس فإذا هو قد مات، فأمر أن يبنى على قبره كنيسة، وهو المكان المعروف بدير القصير، ويعرف الآن بدير البغل من أجل أنه كان له بغل يستقى عليه الماء، فإذا خرج من الدير أتى الموردة وهناك من يملأ عليه، فإذا فرغ من الماء تركه فعاد إلى الدير.

وفى رمضان سنة أربعمائة أمر الحاكم بأمر الله بهدم دير القصير، فأقام الهدم والنهب فيه مدة أيام، وذكر أيضا أن فى حدودها ديرا يقال له: دير شعران، وهو مبنى بالحجر واللبن، وبه نخل وعدة رهبان، ويقال: إنما هو دير شهران بالهاء، وأن شهران كان من حكماء النصارى، وقيل: بل كان ملكا.

وكان هذا الدير يعرف قديما بدير مرقريوس، الذى يقال له: مرقورة أو أبو مرقورة، ثم لما سكنه (برصومة بن التبيان)، عرف بدير برصومة، وله عيد يعمل فى الجمعة الخامسة من الصوم الكبير، فيحضره البطريك وأكابر النصارى، وينفقون فيه مالا كثيرا، ومرقريوس هذا كان ممن قتله دقلطيانوس فى تاسع عشر تموز والخامس والعشرين من أبيب وكان جنديا، انتهى.

وفى الجبرتى فى حوادث سنة ثلاث ومائتين وألف أن إسمعيل بيك الأرنؤدى، لما أراد المحاربة مع (الغز) الذين كانوا فى الوجه القبلى، اجتهد فى


(١) هكذا فى الأصل. والصواب الذى يمليه النص: عن.