المدن الكبيرة، ثم جعل الآن محل المدرسة إسبتالية لمرضى العساكر المقيمين بها، ولم تزل تلك القرية عامرة آهلة بها طواحين ومصابغ وقهاو، ولها سوق صغير دائم يباع فيه أنواع العقاقير واللحم والخضروات بسبب مجاورة العساكر لها، وفى جنوبها وشمالها ورش بسكك حديد لقطع أحجار العمائر الميرية، وبها أيضا ورش لأولاد تادرس جلبى، وورش لأهاليها، وفى بحريها ورشة لصناعة البارود، وفى قبليها ورشة بوابور لحريق الصفصاف لتسويد البارود، وفى جهتها الشرقية بحاجر الجبل طاحونة يديرها/الهواء لبعض أهالى المحروسة، وفى بحريها منازل لمأوى الشغالة وبعض العساكر، وأطيانها قليلة ممتدة على شاطئ البحر، وبها نخيل قليل، ومنها (إبراهيم أفندى عبد الرحيم) برتبة ملازم تبع المدارس الحربية، و (حسين أفندى إبراهيم) وأخوه (محمد أفندى) كلاهما ملحق بالجهادية برتبة ملازم، وأغلب تكسّب أهلها من صناعة قطع الحجر، وقد بنى الخديوى إسمعيل باشا جملة فوريقات للمهمات الحربية، بساحل النيل الشرقى من طرا إلى مصر العتيقة، ومنها إلى ناحية المعصرة القريبة من حلوان، فمنها فوريقة على بعد ألف متر من ناحية طرا، وهى فوريقة المدافع وتعرف بالدكمخانة، جميع آلاتها بخارية، وهى متسعة المساحة، ضلعها الأصغر نحو مائة متر، والأكبر نحو مائتين، ويليها فوريقه البندق وتسمى بالدكمخانة، وآلاتها بخارية أيضا، وهى أوسع من الأولى لأن ضلعها الأصغر نحو مائة وخمسين مترا، والأكبر أكثر من مائتين، وفى بحر طرا أيضا قرية صغيرة يقال لها: معادى الخبيرى، على الشاطئ الشرقى للبحر تجاه قرية البساتين، فيها قليل أشجار، وبجوارها من قبلى دير العدوية بلصقه جبخانة عليها محافظة من العساكر الجهادية، وبجوارها من جهة شرق قشلاق يسكنه العساكر الجهادية غالبا، وفى قبلى طرا بقرب المعصرة، وكان جدد معمل بارود غير معمل طرا، وجرى الشروع فى تحصيل لوازمه، واختيرت له قطعة أرض قبلى المعصرة بنحو أربعمائة متر على ساحل النيل، مستطيلة ضلعها الأصغر نحو خمسمائة متر، والأكبر نحو ألفين وستمائة متر.