جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله ﷺ ابن الإمام على بن أبى طالب بن عبد المطلب جد رسول الله ﷺ
نسب كأنّ عليه من شمس الضحى … نورا ومن فلق الصباح عمودا
وأمه فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبد الله بن مدين بن شعيب من أكابر أهل الحسب.
كان مولده ﵁ بمدينة فاس بالمغرب، لأن جده الشريف محمد الجواد ابن حسن العسكرى، انتقل إليها مع جمع من بنى عمه ومن يعز عليه من قومه أيام الحجاج، حين أكثر القتل فى الشرفاء، فلما بلغ سبع سنين سمع أبوه قائلا يقول له فى منامه: يا على انتقل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة فإن لنا فى ذلك شأنا، وكان ذلك سنة ثلاث وستمائة، وكان سيدى أحمد أصغر أخوته وهم ثلاثة ذكور هو ثالثهم وثلاث إناث، قال الشريف حسن أخو سيدى أحمد ﵁: فما زلنا ننزل على عرب ونرحل من/عرب، فيتلقوننا بالترحيب والإكرام، حتى وصلنا إلى مكة المشرفة فى أربع سنين، فتلقانا شرفاؤها كلهم وأكرمونا، ومكثنا عندهم فى أرغد عيش، حتى توفى والدنا سنة سبع وعشرين وستمائة ودفن بباب المعلاة (وقبره هناك ظاهر يزار فى زاوية)، فأقمت أنا واخوتى وكان أحمد أصغرنا سنا وأشجعنا قلبا، وكان من كثرة ما يتلثم لقبناه بالبدوى، فأقرأته القرآن فى المكتب مع ولدى الحسين، ولم يكن فى فرسان مكة أشجع منه، وكانوا يسمونه فى مكة (العطاب)، فلما حدثت عليه حالة الوله تغيرت أحواله واعتزل عن الناس، ولازم الصمت فكان لا يكلم الناس إلاّ بالإشارة، ثم أنه فى شوّال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، رأى فى منامه ثلاث مرات قائلا يقول له: قم واطلب مطلع الشمس، فإذا وصلت إلى مطلع الشمس فاطلب مغرب الشمس، وسر إلى طندتا فإن بها مقامك أيها الفتى، فقام من منامه وشاور أهله وسافر إلى العراق فتلقاه أشياخها، منهم سيدى عبد القادر وسيدى أحمد الرفاعى.