للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال سيدى حسن: فلمّا فرغ من زيارة أضرحة أولياء العراق كالشيخ عدىّ بن مسافر، والحلاج وأضرابهما، خرجنا قاصدين إلى ناحية طندتا، ومضينا إلى أم عبيدة، ثم أن سيدى حسن رجع إلى مكة، وذهب سيدى أحمد إلى (فاطمة بنت برى) فسلبها حالها، وكانت تسلب الرجال فتابت على يديه، وكان يوما مشهودا، ثم أنه رأى الهاتف فى منامه ثانيا يقول له: يا أحمد سر إلى طندتا فإنك تقيم بها وتربى رجالا وأبطالا، عبد المتعال، وعبد الوهاب، وعبد المجيد، وعبد المحسن، وعبد الرحمن أجمعين، وكان ذلك فى شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وستمائة، فدخل مصر، ثم قصد طندتا فدخل على الحال مسرعا دار شخص من مشايخ البلد اسمه (ابن شحيط)، وذلك فى رابع عشر ربيع الأول سنة ستمائة وسبع وثلاثين، فصعد إلى سطح غرفته، وكان طول نهاره وليله قائما شاخصا ببصره إلى السماء، وقد انقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر، وكان يمكث الأربعين يوما وأكثر لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، ثم نزل من السطح وخرج إلى ناحية فيشى المنارة فتبعه الأطفال، فكان منهم عبد المتعال وعبد المجيد، فورمت عين سيدى أحمد ، فطلب من سيدى عبد المتعال بيضة يعملها على عينه، فقال:

وتعطينى الجريدة الخضراء التى معك، قال: نعم فأعطاه إياها فذهب إلى أمه فقال: هنا بدوى عينه توجعه فطلب منى بيضة وأعطانى هذه الجريدة، فقالت:

ما عندى شئ، فرجع فأخبره، فقال: إذهب فائتنى بواحدة من الصومعة، فذهب سيدى عبد المتعال فوجد الصومعة قد ملئت بيضا فأخذ له واحدة منها، ثم أن سيدى عبد المتعال تبع سيدى أحمد من ذلك الوقت، ولم تقدر أمه على تخليصه منه، فكانت تقول: يا بدوى الشوم علينا، وكان سيدى أحمد إذا بلغه ذلك يقول: لو قالت يا بدوى الخير لكان أصدق، ولم يزل سيدى أحمد على السطوح مدة اثنتى عشرة سنة، وكان فى طندتا سيدى