حسن الصانع الإخنائى، وسيدى سالم المغربى، فلما قرب سيدى أحمد من مصر أول مجيئه من العراق، قال سيدى حسن الصانع: ما بقى لنا إقامة، صاحب البلاد قد جاءها، فخرج إلى اخنا وضريحه بها مشهور إلى الآن، وأما سيدى سالم فسلم لسيدى أحمد وقبره فى طندتا مشهور، وكان بطندتا صاحب الإيوان العظيم المسمى بوجه القمر، فثار عنده الحسد لسيدى أحمد فسلب، وموضعه الآن بطندتا مأوى للكلاب.
وكان سيدى أحمد ﵁ طوالا غليظ الساقين عبل الذراعين، أكحل العينين، كبير الوجه عظيم الوجنتين، ولونه بين البياض والسمرة، وكان فى وجهه ثلاث نقط من أثر الجدرى، واحدة فى خده الأيمن، واثنتان فى الأيسر، أقنى الأنف، على أنفه شامتان من كل ناحية شامة أصغر من العدسة، وكان بين عينيه جرح موسى، جرحه به ولد أخيه الحسين فى الأبطح، حين كان بمكة فى صغره، وكان فى حياته معظما معتقدا عند الناس محبوبا فيهم، مشهورا فى الآفاق، تعلوه هيبة ووقار، وكان الملك الظاهر أبو الفتوحات (بيبرس البندقدارى)، يعتقده ويبالغ فى تعظيمه، وكان السيد قد أخذ طريق الصوفية عن الشيخ عبد الجليل ابن الشيخ عبد الرحمن النيسابورى، فألبسه خرقة التصوف، فأخذ عليه العهد كما تلقاه عن مشايخه واحدا عن واحد، إلى أنس بن مالك الصحابى ﵁، إلى رسول الله ﷺ، وذلك أن يأخذ الشيخ على مريده العهدة والبيعة على الطاعة والمتابعة لكتاب الله وسنة رسوله والمحبة لله ولرسوله، ويكون له عونا مرشدا فى الأعمال والأخلاق، وسائر الأحوال، فيكون الشيخ للمريد كالوالد الناصح الشفيق للولد المطيع، وقد اتخذ سيدى أحمد الخرقة الحمراء شعاره وشعار أتباعه، وقال لخليفته سيدى عبد المتعال: اعلم أنى اخترت هذه الراية الحمراء لنفسى فى حياتى وبعد مماتى، وهى علامة لمن يمشى على طريقتنا من بعدى، فقال له سيدى عبد المتعال: فما شروط من يحملها، قال: شرطه أن لا يكذب ولا يأتى بفاحشة، وأن يكون غاض