للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البصر عن محارم الله، طاهر/الذيل عفيف النفس، خائفا من الله تعالى، عاملا بكتابه ملازما للذكر دائم الفكر، وقد ورد فى الصحيح أن رسول الله لبس حلة حمراء، وورد أيضا أنه قدّم لواء بنى سليم يوم فتح مكة على الألوية وكان أحمر.

ومما روى عن سيدى أحمد عن الحسن البصرى، قال: ست مسائل من جواهر الحكمة: أولها من لم يكن عنده علم لم تكن له قيمة فى الدنيا ولا فى الآخرة، [و] الثانية من لم يكن عنده حلم لم ينفعه علمه، [و] الثالثة من لم يكن عنده سخاء لم يكن له فى ماله نصيب، [و] الرابعة من لم يكن عنده شفقة على عباد الله لم يكن له شفاعة عند الله تعالى، [و] الخامسة من لم يكن عنده صبر فليس له فى الأمور سلامة، [و] السادسة من لم يكن عنده تقوى فليس له منزلة عند الله تعالى.

وكان له إمامان يصليان به، وكان إذا جن الليل يقرأ القرآن إلى الصباح، ولم يزل كذلك إلى أن توفى يوم الثلاثاء ثانى عشر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وستمائة، وعمره عدد جمل قولنا (المدد) أعنى: تسعا وسبعين سنة، قال فى الجواهر السنية: لما توفى السيد عظموا قبره وبنوا عليه وستروه.

وقام بأمر تلامذته من أصحابه الشيخ عبد المتعال، فسموه خليفة السيد، وعمّر بعده طويلا نحو سبع وخمسين سنة، واشتهر أتباعه الذين اجتمعوا به على السطح بالسطوحية، وهم كثيرون جدا، أكبرهم خليفته سيدى عبد المتعال، وهو صاحب الثوب الأحمر الذى يلبسه الخليفة فى المولد فى كل سنة، وهو الذى بنى بمقام سيدى أحمد البدوى المنارة، ورتّب السماط وشيد أركان البيت، وقصده الناس للزيارة من الأقطار البعيدة إلى أن توفى يوم السبت الموافق لعشرين خلت من شهر ذى الحجة سنة سبعمائة وثلاث وثلاثين، ودفن قريبا من قبة السيد فى داخل المسجد.