وقال فى الجواهر أيضا: لما توفى السيد ﵁، أحدث لهم بعد مدة عمل المولد النبوى عنده، وصار يوما مشهودا يقصد من النواحى البعيدة، انتهى.
ويؤخذ من كلامه أن أصل مولد السيد مولد النبى ﷺ كان يعمل عنده، ويدل لذلك أن وفاة السيد كانت فى ثانى عشر ربيع الأول، وهو وقت عمل المولد النبوى، واعلم أن الليالى المعظمة فى الملة الإسلامية سبع، يقال لها:
الليالى المباركة، وهى ليلة مولده ﵇ وهى ليلة اثنى عشر من ربيع الأول على الصحيح، وليلة الرغائب وهى ليلة الحمل به ﷺ وهى ليلة أول جمعة من رجب، وليلة المعراج وهى ليلة سبع وعشرين منه، وليلة النصف من شعبان التى يفرق فيها كل أمر حكيم وتسلم المقادير فيها للملائكة الموكلين بالتصرف، وليلة القدر التى يعبد الله فيها جميع المخلوقات حتى الجمادات وهى ليلة سبع وعشرين من رمضان، وليلة عيد الفطر وهى أول ليلة من شوال، وليلة عيد الأضحى وهى ليلة العاشر من ذى الحجة.
وسمعت من بعض المشايخ أن أصل عمل ذلك المولد، أن أتباع السيد لما سمعوا بوفاته، حضروا باتباعهم إلى طندتا ليعزوا فيه خليفته سيدي عبد المتعال، وكانوا كثيرين جدا متفرقين فى البلاد، وكانت طندتا وقتئذ قرية صغيرة لا تسع هذه الجموع، فضربوا خيامهم خارجها حيث يعمل المولد الكبير، وأقاموا فى تلك الخيام ثلاثة أيام، فلما أرادوا الرحيل شيعهم الشيخ عبد المتعال فقالوا له: هذه عادة مستمرة نحضر ههنا كل عام فى هذا الميعاد إن شاء الله تعالى إلى ما شاء الله، واستمرت هذه العادة فنشأ من ذلك المولد الكبير، وكان فى الأصل ثلاثة أيام ولم يزل يزداد إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن، كما أن منشأ ركوب الخليفة الذى يكون فى آخر المولد، هو ركوب