الشيخ عبد المتعال لتوديع هؤلاء المشايخ، وأما منشأ المولد الصغير فهو أن الشيخ (الشرنبلالى)، أحد مشايخ الطائفة الأحمدية، حضر للزيارة مع تلامذته وأتباعه فى غير وقت المولد، فأقام هناك ليالى فى الأذكار والعبادات، فاتخذ ذلك عادة كل سنة، لأن عادة أصحاب الطرق أنهم متى وقع لهم شئ مرة اتخذوه عادة فلذا كان ذلك المولد يعرف فى أول أمره بالمولد الشرنبلالى، وأما المولد الرجبى فهو منسوب إلى الشيخ (الرجبى) أحد مشايخ الطريقة الأحمدية، حيث بدا له أن يجدد العمامة التى على مقام السيد، فاتخذ لها مقدارا كافيا من الشاش المصبوغ باللون الأخضر، وحضر به مع جماعته ومريديه، ودخلوا طندتا فى موكب من المشايخ والمريدين والفقراء فصار ذلك عادة إلى الآن، ويعرف ذلك المولد أيضا بمولد لف العمامة، وتجدد فيه العمامة كل عام، فصارت موالده ثلاثة وقررت مواعيدها بالشهور القبطية رعاية لأوقات النيل والرى، ولا تتغير مواقيتها إلاّ بأوامر من الحكومة حسب مقتضيات المصالح، والذى عليه العمل الآن أن المولد الكبير فى أول شهر مسرى، والصغير فى أول برمودة، والرجبى قبل الصغير بنحو شهرين، انتهى.
مختصرا بعضه من طبقات الشعرانى وبعضه من كتابنا علم الدين، وقد طار صيت المولد الكبير والصغير فى الآفاق، وهرعت إليهما الناس من كل فج، فلا يفوقهما فى الاحتفال والجمع غير موسم الحج الشريف، بل لا يساويهما/مولد من موالد الدنيا فيما نعلم، مع ما اشتملا عليه من أنواع المتاجر، وكثرة الإنفاق سيما بعد حدوث السكة الحديد، فلها هناك محطة مزدحمة إلى الغاية، وفى أوقات الموالد يكون ازدحامها فوق الطاقة، وأما المولد الرجبى فهو مولد مختصر بالنسبة لغيره كما يعرفه من رأى هذه الموالد.