أن حفظ القرآن ببلده، وقرأ شيئا من النحو، فدخل الأزهر ولازم الحضور على أشياخ الوقت، كالشيخ أحمد الحماقى، والمقدسى، والحريرى، والشيخ مصطفى الطائى، والشيخ عبد الرحمن العريشى، وتوجه مع الشيخ عبد الرحمن لدار السلطنة لبعض المقتضيات عن أمر على بك فى سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف، وتلقى الحديث سماعا وإجازة عن كل من الشيخ حسن الجداوى، والشيخ محمد الأمير، والشيخ العدوى، وتصدر للتدريس والإفادة، وكان مسكنه بناحية الصليبة، وجلس للإقراء بالمدرسة الشيخونية، واحتف به سكان تلك الناحية من الأكابر والأعيان، ولازم الحالة المحمودة من الإفادة، مع شرف النفس والتباعد عما يخل بالمروءة، فنودى لوقف الشيخونية وإيرادها واستخلاص أماكنها، وشرع فى تعميرها، وساعده على ذلك كل من كان يحب الإصلاح، فجدد عمارة المسجد وأنشأ بالمدرسة صهريجا، وفى أثناء ذلك انتقل بأهله إلى دار مليحه بجوار المسجد بالدرب المعروف بدرب الميضأة، وقفها بانيها على المسجد.
ولما عمّر محمد أفندى الودنلى الجامع المجاور لمنزله، تجاه القنطرة المعروفة بقنطرة عمارشه والمكتب، قرر المترجم فى درس الحديث بالجامع المذكور كل يوم بعد العصر، وقرر له عشرة من الطلبة، ورتب له وللطلبة معلوما وافرا يقبض من الديوان.
ولما مات الشيخ إبراهيم الحريرى، تعين المترجم لمشيخة الحنفية، فتقلدها على امتناع منه، فاستمر بها إلى أن أخرج السيد عمر مكرم من مصر منفيا، لما كتب المشايخ فى شأنه عرضحالا إلى الدولة، نسبوا إليه فيه أشياء، منها أنه أخذ من الألفى فى السابق مبلغا من المال ليملكه مصر فى أيام فتنة أحمد باشا خرشد [خورشيد]، ومنها أنه كاتب الأمراء المصرية فى وقت الفتنة بينهم وبين العزيز محمد على باشا، حين كانوا بالقرب من مصر ليحضروا على حين غفلة فى يوم قطع الخليج، وحصل لهم ما حصل ونصر الله