للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يطالع مكنون الغيوب مسطرا … على صفحات الوجه عند التوسم

فيستطلع السر الخفى مؤيدا … بنور اليقين المحض لا بالتوهم

ويدرك غبّ الغيب عفوا بحكمة … ورأى صواب لا برؤيا مهوّم

فلا يحسب البانى على الزور ما بنى … سيلبث إلا قيد وشك التهدم

سيطفئ نار الإفك سيل عرمرم … من الصدق مشفوع بسيل عرمرم

ويصدع نور الحق أبلج واضحا … فيلوى بليل من دجى المين مظلم

ولو شئت حكمت القوافى بيننا … بماضى شباة القول فيهم مصمم

ثقيل على قلب الحسود حديثه … خفيف على سمع المسامر والفم

يثير دخان النقع فوق رؤوسهم … بنار على الأعداء ذات تضرّم

زعيم بذى ليل من الهجو أليل … يشدّ عرى يوم من الذمّ أيوم

ولكننى أنهى اللسان عن الخنى … وألوى عنان الأعوجى المقوم

سأضرب صفح القول عنهم نزاهة … وأطويه طىّ الأتحمىّ المسهم

وأفزع بالشكوى إلى حكم عادل … بصير ببادى أمرهم والمكتم

محيط بما فوق السموات علمه … وما تحت أطباق الثرى لا معلم

أليس بكاف عبده وهو قائم … على كل نفس بالقضاء المحتمّ

ودون الذى يلقونه من عقابه … عدالة طبع الداورى المفخّم

أيستامنى ريب الزمان ظلامة … وما زلت بالباب الخديوى أحتمى

أردّ به كيد العدا فى نحورهم … وألوى به زند الألدّ المصمم

وقد وضحت شمس النهار لمبصر … وأسفر وجه الأفق غير مليثم

ودمّر ما قد شيّدوا كل محكم … من الحق مبنى على الصدق مدعّم

وأصبح توفيق من الله مسعدى … وحسبى بالتوفيق حصنا لمحتمى

وما زال حصنى فى الخطوب ومعصمى … وكفّى إذا بارزت خصمى ومعصمى

سأشكره النعماء ما عانقت يدى … يراعى وما استولى على منطق فى

وله فى الجناب الخديوى مديح كثير منه قصيدة التهنئة بتفويض مسند الخديوية إليه، وهى:

اليوم يستقبل الآمال راجيها … وينجلى عن سماء العزّ داجيها

وتزدهى مصر والنيل السعيد بها … والملك والدين والدنيا وما فيها

قد أطلع الله فى سعد السعود سنى … بدر بلألائه ابيضت لياليها