الحل والعقد، وأقدم هؤلاء الكهنة وضع اسمه بين أسماء الملوك، وهو ما تسميه المؤرخون بالكارتوش، من غير تعرض للقب الملك، ومكتوب فى معبد المقدس أمون: أن اسمه الكاهن الأكبر، وقد استكشف بعض السياحين فى ركن من أركانه، أن هذا الخائن تلقب بلقب الملك فى بعض الأمور، ومن هذا يعلم أن طائفة القسيسين كانت مترقبة لنزع السلطنة من الطائفة العسكرية لتستحوذ عليها، وتكون فيهم سلسلة السلطنة على ديار مصر بعد الرمامسة، فاستعملوا الحيلة فى ذلك حتى وصلوا لمطلوبهم، ثم أنه يشاهد فى المعبد، أثر قدمين عليهما كلمات مكتوبة بالحروف العادية التى كانت تستعملها الأهالى، يستدل بها على أن الناس كانوا يحجون إليه، بل بعضهم استدل بها على أن الحجاج كانوا يأخذون بعض أتربة من الصخرة التى عليها صورة القدمين على سبيل البركة، كما تأخذ الناس الآن بعض أتربة من صخرة فى بلاد الأيرلاندة، لاعتقادهم أن أحد المقدسين دفن فى هذه الصخرة، وهناك امرأة لا وظيفة لها غير حك الصخر وبيع ما تحلل منه على الحجاج، ومهما وجه الإنسان وجهه، يرى آثار سرايات ومعابد وهياكل، وثلاثة أبواب أحدها فى الجنوب والثانى فى الشرق والثالث فى الجهة البحرية، وكلها حول الإيوان الذى فيه مائة وأربعة وثلاثون عمودا، ومسلتان قائمتان فى وسط تلك الأعمدة كاملتان لم ينقص منهما شئ، فعلم مما سبق سلسلة حوادث تاريخ الديار المصرية فى ظرف عشرين قرنا متوالية، ولكنّا لم نعثر على آثار فى الكرنك تدل على حوادث مدة الأهرام أو المدة العتيقة، إنما دلتنا هذه الآثار على أن العرب تغلبوا على مصر، وأقاموا بها خمسمائة عام، ثم أخرجهم منها الفراعنة المعروفون بالرمامسة، وهم فراعنة العائلة الثامنة عشرة، وفى مدة اشتغالهم بطردهم، تأسست سراية طوطموزيس الثالث فى محل المعبد القديم الذى أزالوه، ومن هذه المدة أخذت المبانى فى الرونق والبهجة، ثم فى زمن رمسيس