بنى الإيوان الهائل العجيب المنظر، ونقش عليه وقعات فتوحاته ونصراته، وعقب ذلك استولت على الملك طائفة القسيسين زمنا قليلا، ثم استولت بعدها عائلة من عائلات الملوك، وأغارت على أرض البابليين، وأسر ملك يهوذا أحد الملوك المصريين من هذه العائلة، ثم بعد ذلك هجمت الفرس على أرض مصر فدفعهم عنها فرعونها (اميرتيه)، ثم دخل الإسكندر الذى ادّعى المصريون أنه ابن نكتانيبو، وادعت الفرس أنه أخو (دارا)، ثم استولت البطالسة على ملك الفراعنة، والثلاثة الأبواب التى تقدم ذكرها تعزى إلى هؤلاء البطالسة، وقد وجد اسم القيصر مكتوبا بجانب اسم رمسيس الأكبر.
هذا مجموع ما دلت عليه الآثار المنتشرة حول القرية الصغيرة المعروفة بالكرنك، ومن الزاوية الجنوبية الغربية بتلك القرية تمتد طريق فى طرفها صورة أبى الهول إلى جهة الجنوب، وبعد ألفى متر تقريبا تصل إلى سراية الأقصر، والغالب أن هذه الطريق هى التى كانت تسير فيها المواكب فى المواسم ونحوها، ثم أن صورة أبى الهول كانت عند المصريين السابقين علامة على العظمة والإمارة، ومما ينبغى التنبه له، أنه إذا كانت هيئة رأس الصورة كهيئة رأس الآدمى دلت على السلطنة، وإذا كانت على صورة رأس جمل دلت على المقدس أمون وعلى القدرة الإلهية، وبالقرب من القرية المذكورة، استعوض بدل صورة أبى الهول، كباش على صدورها صورة طوطموزيس الثالث، على هيئة المقدس أوزوريس، وأما الآثار القديمة الباقية من عمائر الأقصر، فإنما توجد داخل بيوت أهل تلك الجهة، بخلاف آثار الكرنك فإنها بجنب البيوت، وآثار الأقصر كآثار الكرنك من حيث أن كلا منهما عبارة عن مبان بنيت فى أعصر مختلفة، لكن آثار الأقصر أقل من آثار الكرنك وتاريخها أبسط، وجميعها منقسم بين المدتين اللتين أقيم فيها مدينة الكرنك، وأقدم ذلك ما بنى فى زمن أمينوفيس الثالث، المسمى عند اليونان ميمون، وتماثيله قائمة فى