الجانب المقابل للنيل، وهذه القرية بناها هذا الفرعون الذى هو من عائلة طوطموزيس/، وما فيها من الكتابة مخصوص بولادته وتربيته فى حماية الإله، ويوجد بجانبها البحرى دهليز من أعمدة نصبها من تولى الملك بعده، مجعولة طريقا موصلا للسراى التى بناها رمسيس الأكبر، وفى هذه العمد تشاهد العظمة والأبهة كما فى إيوان الكرنك، وهذه السراى تشتمل على فضاء سعته ألفان وخمسمائة متر مربع، يحيط به دهليز مغطى، وأمام الباب الموضوع فى أول مدخل لهذا الفضاء، المسلتان اللتان نصبهما رمسيس المذكور، إحداهما قائمة للآن فى محلها، والأخرى قد نقلت إلى أحد ميادين باريس تخت الديار الفرنساوية ثم أن المسلة عند المصريين كانت إشارة إلي البقاء، كما أن أبا الهول كناية عن العظمة والقدرة، ولذلك لا توجد المسلات دائما إلاّ أمام الإيوان ومكتوب على أوجه هذه المسلة العظيمة التى هى قطعة واحدة، ووزنها ثمانية آلاف قنطار، أن رمسيس الثانى هو ابن الشمس ومحبوبها، وهو إله الخير، وملك الدنيا، وقاهر الأمم إلى غير ذلك من الأوصاف الفخيمة، وأنه زين مدينة طيبة بالمبانى الباقية العظيمة، ويوجد قريبا من الباب بجانب المسلة أربعة تماثيل، ارتفاع الواحد منها ثلاثون قدما، وهى صور رمسيس المذكور وقد زحف الرمل عليها ودفن أغلبها، ولم يبق منها إلا الصدر والرأس، ومسطور على وجه الباب فتوحات فرعون ونصراته تقليدا لما فعله والده فى سراية الكرنك، ويعلم من هذه الآثار، أنه حصل ترميم فى هذه المبانى قبل مدة العائلة الثامنة عشرة والعائلة التاسعة عشرة.
ومما يستغرب فى ذلك أن الملك الحبشى الأصل (سابافوو) أجرى مرمة وجهات الباب فى القرن الثامن قبل الميلاد، ثم أن الإسكندر الذى وجد اسمه مكتوبا فى نقوش سراية الكرنك، وجد هنا أنه عمل مرمة سراية الأقصر، يعنى سراية أمينوفيس، وقال شامبليون الصغير: إن الإسكندر هذا هو ابن الإسكندر الأكبر وليس أخاه، ولا يوجد فى الأقصر أثر لليونان ولا للأروام يعنى قياصرتهم.