للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فى كل زمن عرضة لأن يقوم فيهم أناس يدعون أنهم رجال الله، أقامهم لهدى الخلق وتوصيلهم إلى ما فيه رضاه، مع أن دعوى أكثرهم باطلة.

وليس لهم مقصد سوى تقييد الخلق بقيد الذل لهم، ليستعبدوهم ويستعملوهم فى أغراضهم، ويوجهوهم كما شاءوا، ولما تنبهت الخلق فى أيامنا هذه نوعا، قلّت الدعاوى وقلّ من يتبع مدعيا فى دعواه، وصار من النادر العثور على أناس يقبلون أمرا ويصدقون به قبل وقوفهم على حقيقته، ثم إن مرييت بك قال: إن بين تمثال ميمون ومدينة أبى عمارة قرنة تعرف بقرنة مرعى خلف المقابر القديمة فى فجوة صغيرة من الأرض، وهى من بناء (بطليموس قيلا باطور)، وتممها خلفاؤه من بعده، انتهى.

وأما مدينة (آبو) ففيها عمارات تشبه عمارات الكرنك من حيث أن بعضها معتنى فيه بالإتقان والإحكام أكثر من الإعتناء بالعظم والفخامة، وهو الذى بنى زمن طوطموزيس الثالث على قول (مرييت) وبعضها فيه العظم أكثر من الإتقان، وهو الذى بنى زمن رمسيس الثالث فمن تلك الآثار: سراى بناها رمسيس الثالث المسمى (مبامون)، وهو من الفراعنة أرباب الفتوحات، كأجداده رمسيس الأكبر وسيتوس، وتلك السراى بجوارها معبد صغير لطوطموزيس الثالث، وأمامها سراى أخرى ملاصقة لها تسمى بالقصر ليست من بناء هذا الفرعون، وأقدم هذه المبانى ذلك المعبد الصغير، فإنه بنى فى زمن طوطموزيس الثالث، ومدخله يظن أنه من بناء الرومانيين، وعليه وعلى جدران الحوش يقرأ أسماء القياصرة تيتوس، وأدريان، وانطونان/، والباب الذى يأتى بعده هو من زمن الرومانيين أيضا، وعلى المدخل من أحد جهاته اسم (بطليموس لاطير)، ومن الجهة الأخرى (بطليموس أوليث)، وبعد ذلك حوش فى آخره باب من المبانى الفخيمة، قرأ (مرييت بك) عليه اسم الملك (بطليموس لاطير)، وبتدقيق نظره تحقق له أن بطليموس هذا كان قد محا اسم