للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الثانى، كانت الواجهة الأمامية للباب أمامه، وعلى وجهها القبلى فى جهة منه صورتا المقدس آمون وموت، وفى الجهة الأخرى صورة رمسيس يقدم لهما الأسرى على ثلاثة صفوف.

الصف الأسفل من القوم المعروفين بالبرساطة أو بردسطا، وربما كانوا هم الفلسطينيين أجداد القوم الذين جاءوا بعد ذلك واستوطنوا حدود مصر، والوسط من القوم المعروفين بتعناو ونه، والأعلى من قوم يعرفون بشكرشا، وجميع هؤلاء الأقوام من سكان سواحل البحر الأبيض، أو سكان جزائره تعصبوا مع أهل آسيا على مصر، فحاربهم رمسيس وانتصر عليهم فى البر والبحر، وفسر العالم (دوجير) الفرنساوى النقوش التى على الجانب البحرى، وقال: إن ألقاب الملك رمسيس الثالث كلها فى الخمسة عشر سطرا الأول، وبعد ذلك أسماء القبائل المتعصبة عليه الداخلة فى الحرب، فمن بلاد آسيا الخيطا، ولعطى، وقرقسكا، وعرطو، وعرصا، ثم جملة أخرى من غيرها وهم برساطه، وتكاره، وشكاشه أو شكرشا، وتعناوونه، ووسكاشه، وهؤلاء من سكان البحر الأبيض، وجميعهم أعنى الأولين والآخرين، اجتمعوا فى محل بأرض الشام ليس معلوما، ففى الوقعة الأولى انتصر رمسيس على جميعهم، وفى الوقعة الثانية وكانت فى البحر أكمل تشتيتهم وبددهم تبديدا، وتخلصت مصر بهمة هذا الفرعون، من هؤلاء القوم العادين، وحفظت حدودها التى كانت لها مع مملكة آسيا.

وبالدخول من الباب يتوصل إلى الحوش الكبير، وهو من أحسن ما تركه المصريون من الآثار، فإن جهاته الأربع مزينة بدهاليز، ومكسوة بالنقوش ذات الألوان الجميلة، ويسبق الدهليزين البحرى والقبلى أعمدة ضخمة، والشرقى والغربى، سقوفهما على أكتاف تستند عليها صورة الملك، وفى وسط الحوش أعمدة ملقاة على الأرض ما بين صحيح ومكسور، ويظهر أن هذا الحوش جعل كنيسة فيما بعد حين كانت مدينة آبو مسكونة بالقبط، والنقوش التى على