للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جدران الدهاليز الأربعة كثيرة جدا يعجز الإنسان عن الإحاطة بمشتملاتها ورموزها، فمنها على شمال الداخل، رسم صورة حرابة وفيها الملك كأنه على عربته يجول فى المعركة بين صفوف الأعداء، وهم من الليبيين، ويرى فى الرسم أن بعضهم يقع فوق بعض، وعلى الواجهة الجنوبية رسم الملك ورؤساء جيوشه يقدمون إليه الأسرى، ويقرأ فى النقوش أن الأحياء من الأسرى ألف، والأموات منهم ثلاثة آلاف، وبقرب ذلك كتابة مما يتعلق بهذه الوقعة، لكنها ممحوّة لا يمكن قراءتها، وفى لوحة ثالثة يرى الملك فى دخوله مصر، وأمامه فرق من الأسرى مكبلين فى القيود وحولهم العساكر، ولوحة رابعة فيها دخوله طيبة، وهو يقدم الأسرى إلى المقدسين.

ورسوم هذه الوقعات إنما هى فى أسفل الواجهة الشرقية والجنوبية والشمالية من الحوش، وأمّا ما فى أعلاها فقد وصفه (جامبليون) فقال: أن رمسيس خارج من سرايته، محمولا فى محفة مزينة بأنواع الزينة على أكتاف إثنى عشر رئيسا من أمرائه، وتاجه مزين بريش النعام وهو فى أبهته وملابسه الملوكية جالس على تخت مزين بتماثيل العدل والحق، وهما تمثالان من الذهب لهما أجنحة منشورة كأنها تظله، وفى جانبى التخت صورة أبى الهول، وهى علامة العقل والقوة، وصورة السبع وهى علامة الشجاعة، كأنهما يحفظانه، وكأن كثيرا من أمرائه يروّحون على وجهه بالمراوح وبقربه أطفال من أولاد الكهنة، يسيرون بسيره، ويحملون قضيب الملك وجعبة السهام، ونحو ذلك من لوازم الملك، وخلف المحفة تسعة من عشيرته الأقربين مع بعض أمرائه يمشون صفين، وبعد ذلك يأتى باقى أقارب الملك وعائلته/، ومنهم جملة متكهنون، ثم ابنه البكرى، وبعده رئيس الجيوش يطلق البخور أمام الملك، وغير ذلك عساكر تحمل كرسى المحفة وسلاليمها، وبعدهم فرقة من العساكر فى آخر الموكب، ومثلهم أمامهم، وأمام الجميع تخت الآلاتية، مشتمل على المغنين والطبل والمزمار والكاس وأهل الألحان، ولمّا دخل