استغاثة أو تعظيما للإله، وفى آخر أوده يرى دخولها فى الحياة الأبدية التى لا يعقبها موت، ولما كشف (بلزونى) هذا القبر، كان به جرن من المرمر هو الآن فى بلاد الإنكليز عند (مسيوسلوان)، واستكشف السياح (بوروس) الإنكليزى قبر رمسيس الثالث، فوجدت نقوشه أقل إتقانا من نقوش قبر سيتا الأول، وفى وسطه بجهتى الدهليز أود عليها نقوش ورسوم مهمة، فيرى فيها رسوم المراكب والمفروشات والأوانى والأسلحة ودروع الحديد وغير ذلك، وفى بعضها رسم جماعة كأنهم يضربون العود حتى أن السياحين جعلوا ذلك علما يعرف به هذا القبر، وكان به جرن من الصوان الأحمر قد أخذه مسيو (سلط)، وهو الآن بسراى اللوبر من بلاد فرانسا، وغطاؤه فى مدينة كمبريج من بلاد الإنكليز، وفى هذا/القبر كتابة يونانية قديمة فمنها يستدل على أن السياحين كانوا قديما من زمن البطالسة يأتون إلى هذه القبور للفرجة، وقبر سيتا الثانى يوجد فى آخر الوادى الغربى، وهو يمتاز بغلظ النقوش المحفورة فى الحجر عند المدخل، وقبر سيتا الرابع يمتاز بسعة الأود وارتفاعها، وبه جرن ضخم، وهذه الأربعة هى أحسن القبور الموجودة هناك، ويليها قبر رمسيس السادس، والكتابة الرومية التى على جدرانه تدل على أن الأقدمين كانوا يسمونه قبر (ممنون)، ولم يعلم سبب هذه التسمية، وعلى سقوفه نقوش فلكية، ثم قبر رمسيس التاسع، ونقوشه كثيرة جدا وأغلبها متعلق بأمر التناسل، ولعل ذلك رمز إلى رجوع الإنسان للحياة بعد موته واتصافه بالحياة الباقية الموعود بها، وأما باقى القبور، فمتشابهة ولا أهمية لذكرها، انتهى مرييت بيك.
والعادة أن يكتب على القبر اسم صاحبه، ويكون مدخله مدحرجا تارة سهلا، وتارة صعبا بحسب قلة الإنحدار وكثرته، وفى بعض كتب الفرنساوية قد عملت مقارنة بين عمارات مدينة طيوة خصوصا عمارات الكرنك، وبين عمارات اليونان والرومانيين وغيرهم من الأمم، وقال فى مقدمة ذلك أنه مهما كان من الوسائط والإجتهاد فى شرح المبانى المصرية لا يمكن به الوصول إلى