للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكرنك، وأما معبد (تيزيه) فكان قليل الإمتداد جدا لا ينبغى أن يدخل فى المقارنة، ومثله باقى عمارات اليونان الباقى أثرها إلى الآن، كعمارات مدينة بيستى، وكان أحسنها معبد بوزيدونيا، وذلك أن طول معبد تيزيه كان مائة قدم وإصبعا واحدا، وعرضه اثنين وأربعين قدما وأحد عشر إصبعا وأربعة خطوط، ومعبد (منيروا) كان طوله مائتين وأربعة عشر قدما وعشرة أصابع وأربعة خطوط، وعرضه خمسة وتسعين قدما وإصبعا وستة خطوط، وقطر عمدانه خمسة أقدام وثمانية أصابع، فعمارات الأروام كانت عند امتداد شهرتهم قليلة الأبعاد كثيرة الزخرفة والبهجة، وفى زمن تحكم الرومانيين عليهم بنى فى (أتينة) معابد دخلت فيها الفخامة والإتساع مع الزخرفة والزينة، وأعظم جميعها وأكبرها معبد (جوبتير أولنبيان)، وقد ضاعت معالمه وآثاره بالكلية.

وأما المقارنة بين عمارات طيبة، وعمارات تدمر وبعلبك، ففى كلام السياحين أن الآثار الباقية فى هاتين المدينتين كانت محكوما عليها قبل الإطلاع على عمائر طيبة بأنها غاية ما يمكن فى قوة البشر فعله، من حيث الجسامة والزخرفة، فإن من مبانى تدمر المشهورة (معبد الشمس)، كان فى داخل سور طوله مائتان وستة وأربعون مترا، وعرضه مائة واحد وعشرون مترا، وبه ثلاثة أو أربعة وستون عمودا، قطر العمود متر وأربعة أعشار متر، وارتفاعه خمسة عشر مترا، وطول خرابه الآن سبعون مترا فى عرض اثنين وأربعين، والباب والدهليز مكوّنان من أحد وأربعين عمودا من الرخام الأبيض، يزيد ارتفاع العمود عن ستة عشر مترا، وليس التعجب من كبر هذه العمارة، بل من زينتها وزخرفتها فى كل محلاتها، من الكرانيش ومحيط الأبواب والشبابيك وغير ذلك، فإنها وإن فاقت عمارات طيبة من حيث الزينة ونسب الأوضاع، لكن عمارات طيبة تفوقها بكثير من حيث كبر الإمتدادات وفخامة النقوش وكثرتها، فإن طول سراى الكرنك/وحدها بدون ملحقاتها ثلثمائة متر وثمانية، وعرضها مائة متر وعشرة أمتار، ومعبد الشمس بتدمر منعزل فى داخل السور،