جسيمة، ثلاثة منها موضوعة على ارتفاع قدره عشرة أمتار، وطول جميعها باتصال بعضها ببعض ستة وستون مترا، ومنها حجر طوله أحد وعشرون مترا، ويتعجب السياحون من ارتفاعها هذا الارتفاع، ولكن أين ذلك مما فى مدينة طيبة من المسلات الهائلة ونحوها، هل يقارن هذا بذاك.
وإذا قورن بين مبانى طيبة، ومبانى رومة الكبيرة، يكون الفرق أكثر من ذلك، مع ما عليه مدينة رومة من التزين بالمبانى الفاخرة الباقى إلى الآن كثير منها، مثل معبد (جو بتيراستاتور)، و (جوبيترطونان)، و (أنطونان) و (فوتين)، و (معبد الشمس)، و (معبد القمر)، و (معبد السلم) الذى بناه واسبيسيان، فجميع هذه العمائر إنما تقارن بالمعبد القبلى للكرنك/وحده، ومن المبانى الجديدة فى رومة، كنيسة بطرس، قبتها مرتفعة قدر مائة وسبعة وثلاثين مترا، وهذا الارتفاع يقرب من ارتفاع الهرم الكبير، وطول الكنيسة مائتان وثمانية عشر مترا، وعرضها مائة وخمسة وخمسون مترا، وحولها مبان فى شكل الحدوة زادت فى اتساعها فصار طول الجميع يبلغ أربعمائة وسبعة وتسعين مترا، وهذا البعد ينقص سبعة وثلاثين مترا عن البعد الذى بين أبى الهول القائم قدّام الباب الغربى لسراى الأقصر، وبين الباب الشرقى، وفى إيطاليا تجدّدت مبان فى الأعصر القريبة تشبه المبانى القديمة فى الإتساع، من ذلك سراى (كزرت) طولها مائتان وأحد وثلاثون مترا، وعرضها مثل ذلك، فأرضها تنقص قليلا عن سراى الكرنك.
وفى الأندلس من المبانى الفخيمة، قصر (اسكوريال) طوله مائتان وسبعة وثمانون مترا، وعرضه مائتان واحد وسبعون مترا، وهو عبارة عن جملة مبان شاهقة تفصلها حيشان متسعة.
وفى فرانسا من مبانى (ويرساى) قصر من أعظم المبانى، طوله من ابتداء إيوان التياترو إلى مغرس شجر البرتقان أربعمائة وأربعة عشر مترا، وفى باريس