شرقى بردين بنحو خمسة آلاف متر، ومنها كفر عياد الموضوع على ترعة صغيرة خارجة من مصرف بلبيس فى شرقى سنيكة بنحو ربع ساعة، وفي جنوب المسيد بقليل، وليس بكفر سليمان وكفر بغدادى نخيل، بخلاف باقى تلك الكفور؛ فنخيلها غاية فى الكثرة مع اختلاف أصنافه واتصال بعضه ببعض، حتى إن الكفور التى بداخله لا ترى من الخارج، ومنه الصنف العامرى الذى تكلمنا على سبب تسميته بذلك فى الكلام على ناحية القرين، وفى تلك الكفور أبنية من الآجر، مشيدة لأكابرها بمناظر مبلطة، ومضايف متسعة، يكرم فيها الأمير والفقير.
وفى:(تاريخ ابن خلدون) أن أهل العائذ عرب يمنيون بحسب الأصل، وهم بطن من بطون كهلان، ولهم حظوظ فى الدول قبل الإسلام وبعده، وكان ورودهم الديار المصرية فى أول القرن السابع من الهجرة، وكان عليهم ضمان السابلة من مصر إلى عقبة أيلة إلى الكرك، انتهى.
وعن «المقريزى» أن أهل العائذ فخذ من جذام نزلوا بين القاهرة وعقبة أيلة، انتهى.
ولا منافاة بين كلام ابن خلدون وما نقل عن المقريزى، لأن جذاما فرع من كهلان، ففى:«رسالة البيان والإعراب عمن بمصر من الأعراب»، أن جذاما اسمه عامر، ويقال عمرو بن عدى بن الحارث بن مرة بن أدد ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان، وجذام أخو لخم واسمه مالك، وإنما قيل لهما لخم وجذام، من أجل أنهما تخاصما، فجذم جذام بفمه إصبع لخم أخيه فقطعه، والجذم القطع، ولخم لخم وجه أخيه جذام، أى لطمه، فخصر عينه فسمى لخما، وقيل غير ذلك، قال ثم إن جذاما لحقت بالشام، فانتمت إلى سبأ ولحقوا باليمن، ثم قسم جذاما إلى بطون، ثم قال: والعائذ - بذال معجمة - بطن من جذام ينسبون إلى عائذ الله، وقيل ينسبون إلى عائذة إحدى بطون جذام، وللعائذ من القاهرة إلى عقبة أيلة، انتهى.