وفى شرح العلامة الشيخ محمد الأمير الكبير على مجموعه فى فقه مالك أن الفخذ فرع من البطن، كما أن الفصيلة فرع من الفخذ وأن للعرب فى فروعهم أسماء مجموعة على الترتيب فى قول الأجهورى:
قبيلة قبلها شعب وبعدهما … عشيرة ثم بطن تلوه فخذ
وليس يؤوى الفتى إلا فصيلته … ولا سداد لسهم ماله قذذ
فبنو هاشم مثلا فصيلة من بنى عبد مناف، الذين هم فخذ من قصىّ التى هى بطن من كلاب، التى هى عشيرة من بنى مرة الذين هم قبيلة من كعب، وكعب هى الشعب وهكذا/بالاعتبار، ثم إن أهل العائذ فى أول أمرهم نزلوا ببلاد قديمة كانت فى تلك الجهة، اندرس أكثر آثارها، ولم يبق إلا أسماؤها مثل عزيزية القصور، وسنتة، وقسورية، فاستولوا على أرضها ومزارعها، واستخدموا من بقى من أهلها بما لهم من البأس والقوة، واستمروا كذلك زمنا مديدا، ودائما يوجد فيهم عائلات مشهورة، وكان من أشهرهم عائلة أولاد منصور، وتسمى بالمناصرة، إقامتهم بالكفر القديم، وكان كبيرهم شيخ العرب إبراهيم العائذى متكلما على قبيلة العائذ جميعها زمن الفرانساوية، وجاء العزيز المرحوم محمد على، وهم فى خشونة العرب، ولهم مناوشات كثيرة مع غيرهم من قبائل العرب، وليس عليهم شئ مما على الفلاحين، فكانوا ربما حصل منهم تعدّ على الناس والبلاد المجاورة.
ولما عمل العزيز الطرق التى دانت له بها جميع رقاب أهل القطر، دخلوا تحت طاعته وأتمروا بأوامره، وكانوا قد خوّلهم الله أموالا وعقارات ونخيلا، فحصل تخييرهم بين معافاتهم من أن يعاملوا معاملة