الفلاحين، بشرط أن ينزع ما تحت أيديهم من الأراضى والنخيل، كغيرهم من عرب الجبال والخيوش، وبين أن يعاملوا معاملة الفلاحين، ويبقى لهم ما تحت أيديهم، فاختاروا الفلاحة، وسيقوا سوق فلاحى مصر، وعوملوا بمعاملتهم، من دفع الأموال وحفر الترع، وعمل القناطر، وجرف الجسور، وغير ذلك، فبعد أن كان إبراهيم العائذى شيخ قبيلة العائذ كلها، جعل ناظر قسم فى جانب بلبيس، ثم مأمورا عليه أيضا، ثم قامت عليه الأهالى وأدعوا عليه أنه سلب منهم أشياءهم، فسلم لهم، وأعطاهم من ماله محافظة على شرفه، فصدر الأمر بطرده من الخدم الميرية، ولزم بيته بكفر إبراهيم، وهو الذى أنشأه وسمى باسمه، وبقى محفوظ المقام محترما إلى أن توفى سنة ١٢٥٢ اثنين وخمسين ومائتين وألف، وكان شجاعا جوادا، وأعقب ذرية ذكورا وإناثا.
فمن أولاده سليمان الصاوى، كان شيخا على بلدتهم بعد موت والده إلى أن توفى سنة ١٢٦٥ خمسة وستين ومائتين وألف، ومنهم ابنه على، كان ناظر قسم العائذ مدة ثم مات سنة أربع وسبعين.
ومن أشهر عائلات العائذ، وأعظمها رتبة، وأرفعها مكانا، عائلة أولاد أباظة، تقلبت فى الرتب السنية، والمناصب الديوانية منهم جملة، فأسبقهم فى ذلك الأمير الجليل ذو المجد الأثيل، المرحوم حسن أغا أباظة، جعله المرحوم إبراهيم باشا سر عسكر والد الخديوى إسماعيل باشا شيخ مشايخ نصف الشرقية سنة سبع وعشرين ومائتين وألف وقت تشريفه جهة بردين للمساحة العمومية، وبعد مدة جعل ناظر نظار نصفها، ثم مأمور جانب شيبة وهى المركز، ثم مأمور جانب هيهيا وهى المركز أيضا، ثم باشمعاون الشرقية والدقهلية، ثم عوفى من الخدامة لمرض قام به، وبقى معافى مشتغلا بشأنه وزروعاته، وكان يزرع نحو أربعة آلاف فدان إلى أن توفى سنة ١٢٦٥ خمسة وستين ومائتين وألف، وكان