كريما جوادا فصيح اللسان، ومن آثاره مسجد عظيم أنشأه فى كفر أباظة مقام الشعائر إلى الآن، وبنى ضريح الشيخ تاج الدين ومقبرتهم الآن عنده بعد أن كانت بمشهد الطواحين.
أما ابنه السيد باشا أباظة، فقد فاق أباه، ونال من المجد أعلاه، ولد بكفر أباظة وتربى به وقرأ القرآن وشيئا من الحساب على الفقيه الشيخ عوض الجزار الذى كان مرتبا لتعليمهم، وكانت العلماء تفد عليهم كثيرا فأقام عندهم منهم جماعة فصار يتعلم منهم، ثم لازمه الشيخ خليل العزازى إلى أن توفى، وكان عالما فاضلا فنجب على يديه وتأهل للمناصب، فجعل أولا مأمور جهة هيهيا وسنه نحو ست عشرة سنة، ثم انتقل إلى جهة شيبة، ثم قسمت الشرقية نصفين، فجعل وكيل نصفها القبلى والمركز منية القمح، ثم انتقل إلى قسم شيبة، ثم إلى قسم العائذ، ثم تعهدت الأكابر بالبلاد، فتعهد بنحو عشرين بلدا من بلاد الشرقية، وكل ذلك فى مدة العزيز المرحوم محمد على وابنه إبراهيم باشا سر عسكر والد الخديوى إسماعيل باشا، ثم قعد عن الخدم الديوانية فى جميع مدة المرحوم عباس باشا، ولما تولى المرحوم سعيد باشا ورحب صدره لأولاد العرب، أنعم عليه برتبة أمير ألاى وجعله مدير البحيرة، ثم رقاه فقلده بوكالة الداخلية، ثم جعله ناظرا على مضابط المعية، وأحيل عليه مع ذلك نظر قلم عرضحالاتها، ثم جعل وكيل مديرية الروضة، وهى الغربية والمنوفية وكانتا يومئذ مديرية واحدة.
ولما تولى الخديوى إسماعيل باشا على الديار المصرية جعله عضوا فى مجلس المنصورة، فبقى فيه ثلاثة أشهر، ثم جعل مدير القليوبية، ثم وكيل مجلس الاستئناف بوجه بحرى، وشرف برتبة المتمايز، وأحسن إليه بنيشان مجيدى، ثم جعل رئيس مجلس زراعة النصف الثانى من الوجه البحرى ستة أشهر، ثم جعل عضوا بمجلس