مساكن فى البساتين، ولم تزل العباسة على ذلك حتى أنشأ الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل المنزلة الصالحية، فتلاشى حينئذ أمر العباسة، وخربت المناظر فى سلطنة الملك المعز أيبك.
فلما كانت سلطنة الملك الظاهر ركن الدين بيبرس مر على السدير - وهو فم الوادى - فأعجب به، وبنى فى موضع اختار منه قرية سماها الظاهرية، وأنشأ بها جامعا وذلك فى سنة ست وستين وستمائة. انتهى.
وبلدة العباسة القديمة هى الآن فى شرقى الترعة الإسماعيلية بالبر الأيمن قريبا من شاطئها، وكان فيها قديما جزيرة بعضها باق إلى الآن فى البر الأيسر من الترعة الإسماعيلية، وهو مرتفع عما حوله من الأراضى، والبعض أخذته الترعة فى مرورها، وقد وجد فى أثناء الحفر بعض آثار قديمة منها عمود من الصوّان، هو الآن موجود على شاطئ التحويلة التى توصل ماء الإسماعيلية إلى ترعة الوادى، وطولها تسعمائة متر، وفى فم تلك التحويلة هويس عند الإسماعلية لدخول وخروج المراكب المتردّدة بين الإسماعيلية وترعة الوادى؛ لنقل البضائع إلى الزقازيق وبالعكس.
وفى زمن العزيز محمد على، كان مرتبا بناحية العباسة عساكر من الخيالة لخفر الطريق المارة فى الصحراء، وهى طريق مطروقة بالمسافرين إلى الشام والسويس. وفى البر الغربى للإسماعيلية تجاه العباسة كفر يقال له كفر العباسة، بقرب الهويس على نحو مائتى متر، وأطيان العباسة وكفرها من ضمن الأطيان الموقوفة على المكاتب الأهلية من المراحم الخديوية التى قدرها ثمانية عشر ألف فدان وأربعمائة وخمسة وخمسون فدانا كلها فى الوادى، وتنقسم إلى خمس نظارات هذه واحدة منها، وزمامها خمسة آلاف وستة وثلاثون فدانا،