من إنشاء الحاج البلك الجوخندار، وأصلحه الناس من بعده، وبها بئر وساقية، وكان به أربع فساق أصلها إنشاء الملك الناصر حسن، وجددت بعد ذلك ثم جعلت الفساقى اثنتين، واستجد فى الدولة المظفرية فسقية ثالثة، وهى على ذلك إلى الآن عدتها ثلاثة، وماء هذا المورد مالح جدا لا يكاد يسيغه الشارب. وفى سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة حصل للركب فى هذا المورد عطش شديد، وضرر بالغ، لقلة الاعتناء بملء بركه بحيث أننى رأيت الفقراء ينشفون الفساقى بخرق ويمصونها، وينصب به سوق يرقى إليه من بلبيس والسويس لقربهما منه.
ثم قال: وهذا المنهل أول المناهل من بركة الحاج، ومنه تفترق الطرق إلى ثغرة حامد، فمن عجرود إلى الثغرة من طريق القباب ثلاث مراحل، وان قصد مبعوق فمرحلة، وإن قصد عيون موسى فمرحلة، ومنها إلى الثغرة مرحلتان. قال القاضى أبو العباس السروجى فى مناسكه:«وصفة عيون موسى أنها كوم مرتفع بأعلام يوجد الماء بأعاليه ولا يوجد بأسافله، وإن أخذ السالك من طريق قلعة صدر فهو وعرفيه بعد ومشقة، ولا يسع الركب العام، والطرق الأربعة المتفرقة تجتمع فى ثغرة حامد» انتهى كلام القاضى.
وبالقرب من عجرود حفائر ماء عذب كان فى عمارة ومصانع يسمى عند العرب أبا حماطة - بفتح الحاء المهملة والميم بعدها ألف وطاء وهاء للسكت - وبالقرب منه أيضا ماء طيب يقال له:«المشاش» معروف. وفى ابتداء السير من عجرود يكون الترتيب والتعقيب فى زماننا. انتهى.
وأول من عقب الحجاج عند رحيلهم من البركة الأمير جمال الدين الإستادار عندما استقر ولده شهاب الدين أمير المحمل سنة تسع