وأما بقية أرباب الدرك والمرتبات بهذا المحل فجماعة كثيرون، ولكل منهم ما يخصه بالديوان السلطانى غير ما ذكرنا، وأما عادة المبشر لطائفة بنى عقبة فهو على ما أذكر مما هو لطائفة العمرو ستة دنانير، ولطائفة العطيشات مثل ذلك.
وللقاضى محيى الدين بن عبد الظاهر:
كتبت لكم من أعين القصب التى … جرى فى نواحيها بذكركم طرب
فإن أطرب التشبيب فيها بذكركم … فكم أطرب التشبيب من أعين القصب
وكانت الإقامة بعيون القصب فى سنة خمس وخمسين إلى قبل الظهر بعشر درج، وسار قليلا فغدى فى ورى النار آخر درك العيون، واستمر سائرا إلى الشرمة - بالشين المفتوحة - وهى درك حسن ابن شهوان وأولاده ومن معه من بنى عقبة العمر والعطيشات، وإنما سميت بذلك لأن الشرمة اسم عين تجرى بالقرب منها من باب تسمية المحل باسم الحال، فكان سيره إلى المغرب خمسا وسبعين درجة، وكان نزوله دون الدار المعتادة؛ لأنه قصر عنها بنحو عشر درج أو أكثر منها تقريبا، وصفتها أنها أودية بشاطئ البحر وأراض مسطحة، وآخر درك الشرمة محل يقال له عند العرب: الشويكة - تصغير شوكة - وذكر ابن العطار أن اسم هذه المنزلة (الصلاهى)، وبالقرب من الشرمة بمسافة قليلة عين ماء تجرى تسمى: رأس تريم - بتاء مفتوحة وراء مهملة ساكنة وياء مفتوحة بعدها ميم - وبدار معشة الشرمة بالقرب منها مخرس إلى حسما يسمى: سدر - بفتح السين المهملة بعدها دال مهملة ساكنة - وبالقرب من عيونه مخرس يسمى: يرنب - بفتح الياء المثناة التحتية وسكون الراء ونون مفتوحة بعدها باء موحدة - وكانت الإقامة فى سنة خمس وخمسين إلى بعد