فى الذهاب فوق الحدرة وفى الإياب تحت الحدرة بالقرب من قبر الشيخ إبراهيم الابناسى الشافعى (الذى ذكرنا ترجمته فى قرية أبناس)، وهو فى ضمن قبة عالية مبنية فوق جبل، وبها أيضا قبر عامر بن داود والد عمرو بن عامر صاحب درك المنزلة.
ثم فى عام سبع وستين وتسعمائة حصل للحاج - وكان فى زمن الصيف - هواء حار وعطش ولهيب، أعقبه موت بعض الحجاج فجأة، فتوفيت زوجة أقطر دوادار الحاج من الأمراء الجراكسة، وهى بنت قانصوه ساقى السلطان الغورى وأمها فى وقت واحد بالطلعة، فحملتا ودفنتا جميعا داخل القبة، وعمل لهما شواهد من الأحجار هناك، وينزل الركب فى هذا الدرك فى حالة الذهاب والإياب نهارا فيغدى به، وفى الغالب فى الإياب ينزل على الأشائر.
والمرتبات على هذا الدرك أكبر مرتب فى هذا الدرب لصاحب دركه، وهو الآن/الشيخ عامر بن عمرو بن داود أمير بنى عقبة المتاريك العوامرة، وأولاده صالح وهو أكبرهم، وسبتيان وفواز وإخوتهم، فله لنفسه ولأولاد إخوته وأقاربه من الأشرفية القديمة ألف وتسعمائة وثمانية وأربعون دينارا ونصف دينار، وله ثمن قفطان من أمير الحاج خمسة عشر دينارا ونصف دينار، ما يخص أقاربه من ذلك أربعمائة دينار، والباقى من القدر المذكور له، ولهم من الجوخ المخيط بديوان القلعة وأمير الحاج ما عدته خمس وأربعون جوخة، غير الملاليط والعجلونى والسكر والمجامع الحلوى والدقيق والعليق لركابهم، والقيام بواجبهم إلى تقدمهم، وذلك خارج عما يقبضه أولاد سلامة بن فواز عرف بجفيان بطريق الوكالة عنهم، والضمان لما يأتى منهم إنعاما لهم فى كل سنة ألف دينار.