للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على المحاطب من العلو صوب القرية، فيكون أسهل وأقصر مدة فى سيره، وأصحاب الدرك بها الآن طائفة من بنى إبراهيم الصيارف، يدعون العيايشة - بياءين مثناتين من تحت - منهم: محمد بن دواس، والقوادحة أيضا، وكان المغدى بمحل بعد الدهناء يسمى مفرح العذيبية، فأقام به إلى قبل الظهر بأربعين درجة، وكان الماضى من الشمس أربعين درجة، وسار إلى أن أناخ بمنزلة واسط، وتسمى:

العذيبية أيضا، وكان مسيره إلى ما بعد العصر بخمس عشرة درجة خمسا وتسعين درجة لدخول الصنجق، وهى فضاء واسع قربها كثيب من الرمل وجبال صغار، قال السيد فى كتابه: (وفاء الوفا): واسط أطم لبنى حدارة، وأطم آخر لبنى خزيمة رهط سعد بن عبادة، وآخر لبنى مازن بن النجار، وموضع بين ينبع وبدر، وجبل تنبطح سيول العقيق عنده، ثم تفضى إلى الجبخانة، وفيه يقول كثير عزة:

أقاموا فأما آل عروة غدوة … فبانوا وأما واسط فمقيم

فعشى الركب بها، ولأهل الركب فى تلك الليلة عادة لا تنقطع، وبدعة لا تمتنع، لم يدل على فعلها دليل من كتاب، ولا جاءت بفعلها سنة، ولا ورد بها خطاب، وغاية ما فيها الإسراف فى إيقاد الشموع، يجعلونها فى الرحالات والإقتاب والمحامل استبشارا بقربهم من المحل الذى كان به نصره سيد المرسلين ، وتأييده بالملائكة - كما سيأتى ذكره قريبا إن شاء الله تعالى - وكانت الإقامة إلى ما بعد العشاء بخمسين درجة، والعادة أن تكون سبعين، وسار فكان سيره من واسط إلى بدر وحنين قبل الفجر بخمس وعشرين درجة تسعين درجة.

وأما حدود الدرك فمن الينبع إلى الدهناء لمحمد بن دواس ورفقته، ومن الدهناء إلى المحل المعروف بالغربية إلى حدرة الرمل