العين، بجامكية وجراية لا يظعن عنها شتاء ولا صيفا، ولا يقصر فى تنظيفها وحراستها ربيعا ولا خريفا، وتزوج امرأة من ذوى رومى، وأولدها ولدا ذكرا، واستمر هذا المورد من أجلّ الموارد الحجازية، ومن ألطف البقاع الجليلة المكية.
ولما حج الوزير الكبير لطفى باشا، وهو من صهورة السلطان بعد عزله من الوزارة العظمى فى سنة نيف وأربعين وتسعمائة، توفى فى أحد أعيان مماليكه الخاصة بهذه المنزلة، فدفع إلى خير الدين شاد العين مائة دينار من الذهب الجديد، يبنى على قبره بناء ويتصدق بالباقى من ذلك، فأدار على قبره بناء وبيضه بالنورة، ثم بنى لنفسه بيتا يشتمل على حوش كبير، ومجلس وبوابة حسنة، واستمر يسكنها والدار ظاهرة فى خليص، وتوفى خير الدين المذكور سنة اثنتين وستين وتسعمائة، واستقر ولده عوضه فى هذه الخدمة رحمه الله تعالى.
وبخليص مزار مدفون به رجل يمانى مشهور بالصلاح والبركة، فى ضمن بناء بالقرب من البركة، وله خادم وهو مجاور للقبور التى بتلك المحل وزرنا قبره مرارا.