وعسفان - بالضم ثم السكون وبالفاء - كانت قرية جامعة بين مكة والمدينة على نحو يوم من مكة، سميت بذلك لعسف السيول فيها، وذكر الأسدى بها آبارا وبركا وعينا تعرف بالعولاء.
وبعد عسفان منزلة العقلة، التى صلى فيها النبى ﷺ صلاة الخوف، حين كان العدو فى جهة القبلة، ويجب على أمير الركب أن لا يمر بوفد الله تعالى فى مدرج عثمان فى الذهاب والإياب إلا نهارا، لما فيه من كثرة الوعر وصعوبة المسلك، وتعاريج الطرق.
وفيه يقول الصلاح الصفدى:
طوينا الفلا نبغى الوصول لمكة … فناحت علينا الورق من عذب البان
وكم مدرج قد راح فى كفن البلا … ليوم التلاقى فى مدرّج عثمان
وبه شجر البلسان البرى، وبعضهم يقول أن البشام يوجد كثيرا فى رءوس الجبال وفى أماكن منه، وأقام بدار المغدى عشرين درجة، وسار فى فضاء نير ونور وشجر إلى أن مر على طارف المنحنى، وتسمى عند الأدلاء طارف البرقاء، وعشى بالقرب من جبل المنحنى، وكان مسيره إلى قبل المغرب لدخول الصنحق بخمس درج مائة وعشرين درجة.
وللشهاب بن أبى حجلة:
أسير ولى شوق إلى أرض مكة … له فى الحشا والقلب مرسى ومرسخ
إذا ما بدت شامخات جبالها … فإنى على أهل البسطة أشمخ
وبهذه المنزلة فى هذا الزمن يحضر السيد الشريف جازان، ولد أخى الشريف ابن نمى أو أحد أقاربه فى بعض التجمل لملاقاة أمير الركب والسلام عليه، وكانت العادة السابقة ملاقاته بوادى مر الظهران،