للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وللقادم من جانب الشريف قفطان مذهب وحسن الرعاية، وتجهيز الغداء أو العشاء من خاص المأكولات وأنواع الحلوى والسكر المكرر، ويستمر صحبة أمير الحاج.

وأما قبل تاريخه فكان حده العمرة ومساجد أم المؤمنين عائشة ، ومن هنا يحضر الشريف صاحب مكة فى خيل كثيرة لملاقاة أمير الحاج والسلام عليه أول العمرة، ويتوجه الشريف إلى مكة، وينزل أمير الحاج بالظاهر يبيت به، ويدخل مكة ليلا بمشاعله وفوانيسه للطواف، وفى صبيحة ذلك النهار تكون العرضة المشهورة، ويحضر الشريف صاحب مكة للبس تشاريفه فى موكب جليل بسناجقه وأعلامه وطبوله، وقد بطل ذلك من سنة ثمان وخمسين، وصار يستمر الشريف جازان صحبة أمير الحاج إلى وادى الزاهر، فإذا نزل هناك فارقه وتوجه، ثم يحضر بعده الشريف عجل بن عرار بن عجل وزير مكة، فى بعض الخيول، وأحد أعيان جماعة الشريف للسلام على أمير الحاج فى الزاهر ويعود، ثم فى صبيحة ذلك يحضر الشريف صاحب مكة بعسكره، ويقف راكبا بعيدا من الوطاق، ويرسل بطلب القفاطين المعتادة، فيلبس ما يخصه وهو راكب، ثم يلاقيه أمير الحاج راكبا فيسير معه يسيرا، ثم يتوجه الشريف من جهة الشبيكة إلى منزله، ويستمر أمير الحاج يسير وحده إلى أن ينزل بمحله إما إلى المدرسة وهو العادة أو إلى الوطاق بالمعلاة.

وفى سنة خمس وخمسين كانت الإقامة بجبل المنحنى، بالقرب منه عشرين درجة، وسار فقطع جبل العميان؛ سمى بذلك لكثرة من يحضر هناك من فقراء مكة، وغالبهم من العميان للسؤال من الحاج وطلب الصدقة، وجرت عادة كل جماعة منهم بإشعال النيران حولهم، ويجلسون كبارا وصغارا، ولكل حلقة شيخ يترجم بما معناه أنهم