مستحقون الصدقة، وإن فعلها لمثلهم من أفضل القريات عند الله تعالى، ويساعده من حوله بقولهم بلسان واحد: يا الله، ويجلسون بهذا المحل عند ورود الحاج إلى مكة وعند صدوره منها، وكان نزول أمير الحاج إلى وادى مر الظهران ليلا، واستمر سائرا إلى/وادى الزاهر، عند سبيل عبد الباسط المعروف بسبيل الجوخى شيلة واحدة، وكان مسيره مائة وخمسين درجة، ودخوله بعد الشمس بخمس درج، والمسير إليه من بطن مر ويسمى الوادى، يسيرون فى محاطب وفضاء، ومضيق وعر بين جبلين، وهو آخر درك ذوى رومى، ثم القرية بعده بها حدائق وعيون، وبنيان ومسجد، وعين كبيرة.
ويقابلها أبو عروة قرية أخرى مثلها منزلة الشاميين، ويسمى وادى مر، وعند أهل الحجاز وادى فاطمة، ومنه إلى مساجد السيدة عائشة ﵂، بعد مسجد السيدة ميمونة ﵂ بسرف، ثم أعلام الحرم بالأرض والجبال، وهو مكان عمرة التنعيم، وبينه وبين مكة فرسخ مسيرة ساعة ونصف، فيمرون على مضيق الثنية إلى وادى الزاهر، ويغتسلون لدخول مكة، والسنة المبيت بذى طوى، ثم يدخلون صبيحة ثانى يوم على العادة مكة المشرفة، بعد تزيين المحامل ولبس التشاريف السلطانية، ولأمير مكة قفطانان:
أحدهما: من المخمل الأحمر، أو الشطمة المذهب، به أزرار من الفضة المطلية عدتها ستة.
والثانى: من الشيب الأعلى المفرى بالسمور الطرش، ولوزيره قفطان مذهب، ولقاضى مكة شيب أعلى، هذا ما يحمل من الخزائن السلطانية لمكة المشرفة، وأما من خزانة الطشتخاناه الأميرية، فلأخى الشريف أمير مكة قفطان خاص مذهب. وفى سنة ستين وتسعمائة ألبس السيد الشريف بشير أخو أمير مكة الصغير قفطان شيب ثان تكريما من غير عادة.