المدينة بعشرين يوما، فهذا هو الصحيح أن ابن عراق مات فى المدينة ودفن هناك، ولم يذكر الشيخان ترجمته فى طبقاتهما.
ثم سرنا فمررنا على قبة أخرى يقال إنه دفن فيها الشيخ الولى المشهور بالمنير - بتشديد الياء التحتية - قال الشيخ عبد الوهاب فى (الطبقات): سيدى الشيخ محمد المنير أحد أصحاب سيدى إبراهيم المتبولى، وكان يحج فى كل سنة، ويقدس بعد أن يصل إلى مصر ويقيم شهرا، قال سيدى عبد الوهاب: وأخبرنى ﵁ قبل وفاته أنه حج سبعا وستين حجة، هذا لفظه لى بالجامع الأزهر وهو معتكف أواخر رمضان، وكان ﵁ يكره الكلام فى طريق القوم من غير سلوك ولا عمل، ويقول هذا بطالة، ومكث نحو ثلاثين سنة يقرأ فى النهار ختمة، وفى الليل ختمة، وكانت عمامته من صوف أبيض، مات سنة نيف وثلاثين وتسعمائة.
ثم سرنا إلى أن أشرفنا على بلدة الخانقاه، فبتنا بها واجتمعنا بالفاضل الشيخ عبد اللطيف الكمالى مفتى الشافعية ببلاد الخانقاه، ثم سرنا منها فمررنا فى الطريق بسبيل علام - بتشديد اللام - فصادفنا صديقنا وابن بلادنا حضرة الشيخ عمر القباقبى، الذى هو من دمشق الشام، وقد/خرج من مصر إلى لقائنا، مع جناب صديقنا الشيخ أحمد ابن الشيخ عامر ابن الشيخ نور الدين ابن الشيخ محمد ابن الشيخ قاسم من ذرية سيدى عبد البارى العشماوى - بكسر العين المهملة وسكون الشين المعجمة وفتح الميم بعدها ألف وواو وياء النسبة - صاحب التصنيف فى مذهب الإمام مالك ﵁، والشيخ أحمد المذكور تابع حضرة الشيخ زين العابدين البكرى، الذى له حكم الولاية فى الخانقاه بطريق التوجيه من جهة السلطنة العلية، فسرنا بعد السلام والتحية، حتى دخلنا إلى بلدة مصر المحروسة،