العجمى، ثم سرنا فى الصباح فمررنا على قرية الخطاطر - بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة بعدها ألف وطاء مهملة مكسورة وراء مهملة - وهى قرية عظيمة واسعة كبيرة، بها النخيل الكثير الذى لا يعد ولا يحصى، ثم سرنا إلى أن وصلنا فى وقت الضحوة الكبرى إلى القرين - كزبير - فبتنا هناك، وسرنا فى الصباح حتى مررنا على كفر أبى حماد - بفتح الكاف وسكون الفاء وبالراء - وفيه قبر أبى حماد ولىّ من أولياء الله تعالى، وعلى قبره قبة عظيمة، ثم سرنا حتى وصلنا إلى بلدة بلبيس - بضم الموحدة ولام ساكنة ثم باء موحدة مفتوحة ثم ياء تحتية ساكنة ثم سين مهملة على ما هو المشهور - وقيل غير ذلك (انظر: بلبيس).
ثم سرنا فمررنا بالطريق على قبة بعمارة حسنة، ذكروا لنا أن فيها قبر الشيخ العراقى صاحب كتاب:«السفينة العراقية» وهو المسمى بالشيخ محمد بن عراق، وقد ذكره الشعراوى والمناوى فى طبقاتهما فى ترجمة الشيخ محمد بن المنير، فقال المناوى فى ابن المنير: إنه كان سريع العطب لمن يؤذيه، وقال الشعراوى: كان ابن المنير ﵁ يحمل لأهل المدينة ما يحتاجون إليه من الزاد والسكر والصابون والخيط والإبر والكحل، لكل واحد منهم عنده نصيب، فكانوا يخرجون يتلقونه من مرحلة، وكان سيدى محمد بن عراق ينكر عليه ذلك، ويقول إن هذه الأشياء يحملها من الأمراء وتجار مصر، ولا تخلو من الحرام والشبهات، فبلغه ذلك فمضى إليه حافيا مكشوف الرأس، فلما وصل إلى خلوته بالحرم النبوى قبل القبة ووقف غاضا بصره، وقال: يا سيدى يدخل محمد بن المنير، فلم يرد عليه سيدى محمد بن عراق، فكرر عليه الكلام فلم يرد عليه شيئا، فرجع منكسرا، فلما بلغ ذلك سيدى عليا الخواص، قال: وعزة ربى قتله، وعزة ربى قتله، فجاء الخبر بأن ابن عراق مات بعد خروج الحاج من