للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعشاء والصباح، والمربيات والحلوى كذلك مدة إقامتهم، ولو أقاموا شهورا، وكان الفراشون والخدم يهيئون أمر الفطور من طلوع الفجر، فلا يفرغون منه إلا ضحوة النهار، ثم يشرعون فى أمر الغداء من الضحوة الكبرى إلى قرب العصر، ثم يشرعون فى العشاء فلا يفرغون منه إلا بعد العشاء … وهكذا، وكان ينعم بالجوارى والعبيد، والسكر والغلال والتمر والعسل.

وكان له برسم زراعة قصب السكر اثنا عشر ألف ثور، خلاف المعد للحرث ودرس الغلال، والسواقى والطواحين والجواميس والأبقار الحلابة وغير ذلك، وأما شون الغلال وحواصل السكر والتمر بأنواعه فشئ لا يعد ولا يحد، وكان له دواوين وعدة كتاب من الأقباط، لا يبطل شغلهم أبدا، وكانت له صلات وإغداقات وغلال يرسلها للعلماء وأرباب المظاهر وغيرهم بمصر وغيرها فى كل سنة.

ولم يزل هذا شأنه حتى ظهر أمر علىّ بيك الكبير، وحصل من وقائعه مع خشداشيه ما حصل، وسافر على بيك إلى الصعيد، وانضم إلى صالح بيك، ثم بعد ذلك غدر على بيك بصالح بيك فقتله، وخرجت عشيرته إلى الصعيد، وأخبرت شيخ العرب همام بذلك، فاغتم على فقد صالح بيك غما شديدا لأنه كان صديقا له، فحمله ذلك على أن أشار عليهم بذهابهم إلى أسيوط وتملكهم إياها، وقال لهم إنها باب الصعيد، فذهبوا إليها ودخلوها ليلا وملكوها، وهرب من كان فيها، ووصل الخبر إلى على بيك فأرسل تجريدة بددت شمل العصاة، وقتل منهم من قتل، وفر من فر، ثم توجه محمد بيك أبو الذهب لقتال همام لما ثبت لديهم من خيانته، وأرسل إلى عبد الله ابن عم همام يستميله، ووعده ببلاد الصعيد عوضا عن شخ العرب همام، فركن عبد الله إلى وعده، وصدق تمويهاته، وتقاعس عن القتال مع ابن عمه، وثبط