مضار جسيمة لأكثر مديريات الوجه البحرى، وتكررت الشكوى من الأهالى للحكام، فعملت جسور متينة فى زمن البيكوات، وعين للمحافظة عليها عساكر تقيم بها، ومع ذلك ففى بعض السنين كانت تنقطع الجسور، وتحمل مشاق شديدة فى سدها.
ففى الجبرتى، فى حوادث سنة ألف ومائتين وسبعة، أنه وقع الاهتمام فى شهر شعبان بسد خليج الفرعونية بسبب احتراق البحر الشرقى، ونضوب مائه، حتى ظهرت فى النيل كيمان رمل هائلة، من حد المقياس إلى البحر المالح، وصار البحر سيول جدول تخوضه الأولاد الصغار، ولا يمر به إلا صغار القوارب، وانقطع الجالب من جميع النواحى، إلا ما تحمله المراكب الصغار بأضعاف الأجرة، وتعطلت دواوين المكوس، فأرسلوا إلى سدها رجلا سليمانيا وصحبته جماعة من الإفرنج، وأحضروا أخشابا عظيمة، ورتبوا عمل السد قريبا من كفر الخضرة، وركبوا الآلات فى المراكب، ودقوا ثلاثة صفوف خوابير من أخشاب طوال، فلما أتموا ذلك كان الصناع قد فرغوا من تطبيق ألواح فى غاية الثخن، شبه البوابات العظام، مسمرة بمسامير عظيمة ملحومة بالرصاص، وصفائح الحديد مثقبة بثقوب مقيسة على ما يوازيها من بخوش مبخوشة بالخوابير، وتبعتهم الرجال بالشوانى المملوءة بالحصى والرمل من الأمام والخلف، وتبع ذلك الرجال الكثيرة فى العمل بغلقان الأتربة والطين، حتى قاربت التمام ولم يبق إلا اليسير.
ثم حصل الفتور فى العمل، بسبب أن المباشر على ذلك أرسل إلى مراد بيك بالحضور ليكون إتمامها بحضرته، ويخلع عليه ويعطيه ما وعده به من الإنعام عند التمام، فلم يحضر مراد بيك، وغلبهم الماء فتلف جانب من العمل، وكان أيوب بيك الصغير حاضرا، ومرغوبه أن