للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وركب الباشا ضحوة ثانى يوم، ونزل من القلعة بموكب حافل، ومنع النهب، ودخل بيت الشرقاوى وجلس عنده ساعة لطيفة، وكذا ابنه طوسون دخل البلد، ومنع العسكر من الإفساد والنهب، وأرسل الباشا كتخدا باشا إلى القرى والبلدان لضرب عنق من وجدوه بها من الكشاف التابعين للمصريين، فضربت أعناقهم، ومات فى هذه الوقعة نحو الألف ما بين أمير وكاشف وجندى، وكانوا يحملونهم على الأخشاب ويرمونهم عند المغسل بالرميلة، وقد عروهم من ثيابهم، ثم يلقونهم بحفرة من الأرض قيل إنها بقرة ميدان، ولم ينج من الألفية إلا أحمد بيك زوج عديلة هانم، فإنه كان غائبا بناحية بوش، وأمين بيك تسلق من القلعة وهرب إلى ناحية الشام.

وممن قتل يومئذ من مشاهيرهم شاهين بيك كبير الألفية، ونعمان بيك، وحسين بيك الصغير، ومصطفى بيك الصغير، ومراد بيك الكلارجى، ومرزوق بيك ابن إبراهيم بيك الكبير، إلى آخر ما فى الجبرتى، وقد وجدت أم مرزوق بيك عليه وجدا عظيما، وطلبته فى القتلى، فعرفوا جثته بعلامة فيه وجمجمته يكونه كان كريم العين، فأخرجوه وكفنوه ودفنوه فى تربتهم، وذلك بعد يومين من الحادثة، واجتمع عندها كثير من نساء المقتولين، وأقاموا على الحزن شهورا، وفى يوم الحادثة أرسل محرم بيك صهر العزيز حاكم الجيزة، فجمع ما للمصريين من الخيول والهجن وغيرها، وفى ثامن الشهر نودى على نساء المقتولين بالعود إلى بيوتهن. انتهى.

وكان موتهم رحمة الله للعباد وعمارة للبلاد، وأمنت بعدهم السبل برا وبحرا.