وكذا فى الدولة المؤيدية، ثم صودر مرارا، ثم عمل الأستادارية فى دولة الصالح محمد ثم أعيد إلى الخاص، ثم إلى الأستادارية فى الدولة الأشرفية عوضا عن ولده صلاح الدين محمد، ثم صودر هو وولده المذكور، ثم أعيد إلى الأستادارية، ثم عزل عن قرب إلى أن مات ولده، فاستقر بعده فى كتابة السر، ولم يلبث أن عزله الظاهر، واستولت عليه الأمراض المختلفة حتى مات فى سلخ ربيع الأول سنة ست وأربعين وثمانمائة، ودفن بتربته التى فى الصحراء خارج الباب الجديد عند ولده صلاح الدين، وكان شيخا طوالا ضخما، حسن الشكالة مدور اللحية، كريما شهما، مع بادرة وحدّة وصياح، وإقدام على الملوك وانهماك على اللذات، وكان يتأنق فى المأكل والمشارب، وله مآثر منها هذه المدرسة، وأصل آبائه من قرية إدكو بالمزاحميتين من أعمال القاهرة، كان جده الأعلى الشرف محمد بن أحمد خطيبها، وبعده تعالى ابنه البدر المباشرة وفطن للحساب، وباشر عند سيف الدين الكنانى متولى فوة، وولد له نصر الله، فنشأ بها، وباشر بها ثم بالإسكندرية عدة وظائف. انتهى.
وفى طرف فوّة الجنوبى الغربى فوق البحر ديوان تفتيش عهدة عصمتلو والدة الخديوى إسماعيل باشا، يشتمل على جميع خدمة الدائرة من نظار الزراعة والكتبة والمخزنجية وغيرهم، وبه مفتش العهدة مصطفى بك، ولها بالناحية حديقتان ذواتا أفنان وبهجة، تشتملان على جميع الفواكه والرياحين، ولها بها أيضا وابوران؛.
أحدهما: معد لضرب الأرز، والآخر: داخل ورشة الطربوش فوق البحر، لسقى الزروعات الصيفية، وفى قبليها وابور لضرب الأرز لإسماعيل غنية وأخيه وبعض أهل البلد، وفيها فوريقة لنسج القطن، وورشة لعمل الطربوش، وكان لها شهرة بذلك زمن العزيز محمد على، وكان