/طربوشها يشبه فى الجودة الطربوش المغربى أو يقاربه، وكان يتحصل من ذلك كل شهر نحو مائة وأربعة وعشرين ألف طربوش، وكان صوف الطربوش فى الغالب يجلب إليها من بلاد الفرنج، وقد بطل ذلك الآن، وصارت الورشتان فى دائرة ذات العصمة المذكورة.
وفى خارجها قصر للست بيزاده كريمة مرضعة سر عسكر والد الخديوى، ولها بها أبعادية أيضا، وبها أيضا دائرتا أرز للأهالى، وحمامان قديمان مستعملان إلى الآن يأتيهما الماء من البحر، وبها نحو ثمانية عشر مكتبا لأطفال المسلمين من الأهالى، وثلاث معاصر للزيت ومصابغ عديدة، ومعمل دجاج، وفيها أرباب حرف بكثرة كالحدادين الذين يصطنعون التوابيت والنوارج ونحو ذلك، والنجارين والنحاتين والنحاسين والقلافطة، والنساجين للقطن والصوف، والغرابلية والنشارين، والزياتين والخبازين والقهوجية، وباعة الدخان والشرابات، والجزارين والخياطين والبنائين، ومن يفتل الحبال للمراكب وخلافها، ومنها التجار المشهورون، وسوقها دائم بحوانيت عامرة يباع فيها الملبوس والمطعوم، غير السوق الجمعى كل يوم سبت، يأتى إليه من البرين، أهلها مسلمون، وعدتهم ذكورا وإناثا ثمانية آلاف ومائتان وخمسون نفسا.
وأطيانها ثلاثة آلاف فدان وستمائة واحد وثلاثون فدانا، منها فى عهدة والدة الخديوى إسماعيل سبعمائة فدان وثمانية وخمسون فدانا، وجميعها مأمونة الرى، جيدة المتحصل، ويزرع فيها الأرز كثيرا والقطن وباقى المزروعات المعتادة، وفيها كثير من أضرحة الأولياء، مثل: الشيخ إسماعيل الغرباوى والشيخ أحمد النحاس وأبى العطاء والجوجرى وسالم أبى النجاة الأنصارى، والشيخ نمير والشيخ شعبان